Tuesday, September 13, 2016

Review: الطنطورية

الطنطورية الطنطورية by رضوى عاشور
My rating: 4 of 5 stars

اه عالطنطورية ..
ان اردت فهم دور شجرة اللوز في شعر محمود درويش .. والاغاني والاهازيج الشعبية الفلسطينية .. اقرأ الطنطورية ..
على الرغم من أني عندما قرأت للسيدة رضوى ثلاثية غرناطة ، اعتقدت انها لن تفوقها بأي رواية اخرى كتبتها او تكتبها .. ولكن الطنطورية أثبتت لي أن الكاتب قد يملك نفس الملكة لينتج كتابين مختلفين تماما .. يجبرانك على تفعيل الذاكرة الجمعية للبشرية ، ونقلك الى مستوى آخر من التعامل مع حقائق الأمور ..
"ولكن هل يمكن ان يصر شخص ما حكايته في منديل ويمد به يده إلى الآخرين؟"
"صر ربع قرن من مجريات حياته في منديل وقال هذا ما حدث"
ذاكرة مسجلة مروية بصوت سيدة عجوز .. تنقل لك ذاكرتها مصورة .. مشحونة بمختلف المشاعر الانسانية .. تعلمك مالم تعلمه عن قدرة تحمل البشر ، طرق تعاملهم مع المصائب ، تقلباتهم .. ما يحدث عنما يصبح الامل خيط عنكبوت واه معلق بأخره الشمس .. ربما لتعاملي القريب مع الحرب ، وفكرة التهجير واللجوء ، اللاقدرة على الانتماء لأي مكان والاحتياج الغريزي للانتماء لاي مكان .. الخليط الغريب بين الحب والحرية والقوة والتقاليد .. النزعة للتمسك بشظايا الاشياء على الا تملك شيئا .. ظهور الانسانية بشكل مستتر .. تفرض نفسها بقسوة على من يرفضها بين الحرب والسلم ..
اكثر ما فسره هذا الكتاب لي هو ما حصل ما وراء الكواليس في مجازر عده .. وكيف ان ارادة الحياة هي السحر الوحيد الذي يدفع جذورك بعيدا في الارض .. وان ما نلقنه لأطفالنا اليوم .. هو ما يتحول الى رسالة تطفو في أيام الشده ..
كيف ان تكون مهمشا ، مبعدا .. وتتحول الى صوت يعلو في الظلام .. عن علاقة شخصية يطورها رسام كاريكتور مثل ناجي العلي .. مع كل فرد من المخيم .. فيتحدث لغتهم .. ويصبح لرسمه اليومي ما يعيد حتى ولو خفقة قلب في اجساد لم يعد الموت كارثته .. بل ان ينسى العالم كل الذين استشهدوا .. هو ما يقتل فعلا ..
"هل يمكن حكاية ما جرى في هذه الصفحات المعدودة؟ كيف يحتمل كتاب صغير او كبير آلاف الجثث . قدر الدم. كم الأنقاض . الفزع. ركضنا طلبا للحياة ونحن نتمنى الموت؟"
الأدب الذي تنقله هذه الرواية وروايات اخرى مشابهة لها عن الحياة كمهجر ولاجئ ، والتحليل النفسي والمرحلي لكل ما يلم بهم .. هو مرجع مهم لفهم الطبيعة البشرية التي تحول ما يُعتقد ان لا حول له ولا قوة ، يمتلك روحا فولاذية لا تخدشها بواقي الحياة ..

الظاهر اني سأشكر السيدة رضوى مرارا وتكرارا .. :)


View all my reviews

No comments: