Thursday, June 14, 2012

بين فراغات الرحيل ..


انت .. 
الذي انتمي اليك الى حد الجنون .. 
الى حد الضياع .. 
كوطن .. منفية عنه .. 

اعود اليك كل مرة .. 
حاملة حقائب سفري الكثيرة .. 
وجواز سفر كتب عليه .. ممنوع العبور ... 
مثقلة بالذكريات .. 
مفجوعة بالنسيان ..  
ابقيها مغلقة .. ككل مرة .. 
كمسافر .. لم يذق معنى الثبات .. 
واعود اليك 
ككل مرة .. 

 الصمت ساكن أبدي بيني وبينك .. 
ماذا عن حواراتنا المعلقة .. 

ارحل عني .. كما ارحل عنك .. 
فلي ولك .. طريق مقدس .. 
بعيدا عن حلقاتنا المفرغة .. 

فأنا وانت .. 
ردود رسائل .. أجلت كتابتها ليوم اخر .. 

Tuesday, June 12, 2012

في حضرة الموت ..




صديقي .. 
دعني اغفو قليلا هنا 
في منزلي .. 
دعني احلم 
بعيدا عن رائحة البارود .. 
بعيدا عن مرأى ثقوب الرصاصات .. 
وام احمد تنعي فقيدها ... 

دعني املأ فراغات الذاكرة .. 
بضحكات جارنا الشهيد .. 
بابتسامة الصغيرة .. 
وبلون الشمس يملأ تلك الحارة .. 
بعيدا عن مرأى الاسلحة .. 
عندما كانت مدينتي .. تغني في الليل .. 
عندما لم تكن .. 
مزارا للاشباح .. 
وحائط مبكى .. 
لحفنة من المنافقين .. 

دعني اصلي صلاتي الاخيرة .. 
علي اموت هنا .. في وطني .. 
انظر للسماء .. كما تعودت ..
 داعيا .. مؤمنا .. 
واسجد خانعا .. سعيدا .. 

فهنا .. استشهدت امي .. 
وهنا .. اصيبت ابنتي .. 
وهنا .. اموت انا .. 
ويعيش الوطن .. 





Monday, June 11, 2012

أمل ؟؟



كان الشعور بالغدر مؤلما هذه المرة .. 
ككل مرة .. 
وعود بدائية  .. بالحياة .. وبالأمان .. 
كلها تزول بزوال الكون .. 
دمار لا ينتهي .. 
دماء لا تحقن .. 
جراح لا تندمل .. 
ودعاء .. تهتز له اركان السماء .. 

الامنا تنتشر كدعوة سرية للقاء .. 
وابتسامتنا مثبتة بلاصق دعوناه بال "أمل " .. 

وانت وانا .. 
مسافرين ..
على حدود الحاضر ..
ألا نحتاج الى وطن .. 
نرسي فيه احمالنا المتراكمة .. 
ألا نحتاج الى ارض .. 
نلقي عليها ظلالنا .. 
بلا خجل .. 

وطن .. لا يقتل .. 
بكراهية الاصدقاء ... 





Saturday, June 9, 2012

الى صديقة ..


صديقتي العزيزة .. 

اذكرك .. وتبقى الريح تسير باتجاهك مسيرة لا مخيرة .. ويبقى الشوق والحنين اليك ملاذا اختبئ به من عالم لم ادرك انه وجد قط .. 

ابحث عنك هنا وهناك .. كظل اختفى مع غروب الشمس .. تسكنين موطنا اخر.. وكل ما هو انت ..  يمثل وطنا لاغراب مثلي .. لم يضعوا حقائب السفر بعد .. 

يسكنني السلام عند ذكر اسمك .. تلونين صوري القديمة .. وتتحدين مع الحياة لتصبحا رمزا لشيء واحد  .. 
كيف اصبحنا انا وانت الغربة والوطن .. لا يلتقيان الا اذا ابتعدا .. ولا يظهر احدهما الا بالابتعاد عن الاخر .. وفي المسافة الفاصلة بينهما .. يتولد الشوق والمودة .. كائنا لا يدرك الرحيل .. و لا يقترب الا مني وحدي !! 
اليوم .. في ظل وطن مادي هو هنا .. ووطن معنوي هو انت .. تشتت افكاري .. بين حرقة ودمعة تجبر على الرحيل .. وبين وطن حرمت منه فأخاف الا التقيه مرة اخرى قط .. 

ايسبب الرحيل من وطن الى اخر كل هذه المشقة ؟؟ 
وهل هو ضرب من الخيانة ان يكون لنا اكثر من وطن .. نحملهم داخلنا فلا يرحلون مهما ابتعدنا عنهم ؟ 
اهي سخرية من القدر .. ان يكون لي وطنان .. يؤلمني الوجود والصمت بأحدهما كما يؤلمني البعد والصمت عن الاخر ؟؟ 

اذكرك .. وتبقى الابتسامة غريبة غربة الدهر .. ويبقى لرغيف الخبز .. طعما مختلفا تماما مع كل منكما .. 
تخيلي ..
 ان للياسمين رائحة مختلفة ايضا في كل منكما ؟؟

اشتقت لان تلتقيا معا .. وتعود الشمس مركز لمجرتنا ثلاثتنا لتلتقي ظلالنا كما نلتقي .. 
وان نبتسم ثلاثتنا .. 
ملقين بجراحنا المهملة ليداويها الزمن .. وينسينا اياه الله .. 

دمت وطنا احمل عبقه مهما ابتعد .. 
ودام وطن .. احمل جراحه مهما كسر .. 

صديقة .. من الزمن نفسه .. 
ومن مكان اخر .. 
ليلى 

Friday, June 8, 2012

عزيزي الوطن ... أما بعد



عزيزي ... الوطن .. 
أما بعد .. 

تصلني الأخبار المؤلمة عنك بشكل يومي .... وتبدو الدموع المذروفة رد فعل سخيف لما يجري حولي .. 
 اسمع انينك تحت اثار الحطام .. وبقايا الدماء .. 
و ارى الامل يلوح في سماء تحافظ على لونها على الرغم من كل يجري .. 
والموت يتظاهر في حضرة الشهداء !!
لسبب ما .. يتراقص الغرباء على جراحك ..
يحرقونك على معابد التضحية ..

وأنا .. في حضرتك ..
اقف مذهولة احيانا .. فاقدة للكلمات مرات .. وللتعاطف والاجساس مرات اكثر واكثر .. 
وترتعش صورة قديمة لك مسقطة على جدار الذاكرة ..
 كيف كنت .. 
ولسبب ما لا اعلمه .. يبدأ شيء غامض في داخلي بإزالتها .. 
ترتسم صورة اجمل .. تحمل من الحزن الجميل ما يجعلك تبتسم بعينين دامعتين .. 

كنت دوما غريبا عني .. وغريبة عنك  ..
اتوه في الكلمات التي تعبر عنك باحثة عن معناها .. عن صداها داخلي .. 
ارى الناس يتغنون بالوطن .. باشجار .. بسماء وزهر .. 
وكنت لا اراك .. 


الان .. اصبح لدي وطن .. 
الزيتونة .. شجرة مباركة .. 
السنبلة ترقص عند سماع اسمك .. 
والياسمين .. عبق لا يرحل  ..
أحدث كل هذا وذاك .. فقط لنراك ؟ 
لا ادري .. 
ربما .. أنت هناك منذ الازل .. 
كنز مدفون نبحث عنك دون جدوى .. 
نرحل عنك .. لنقترب منك اكثر .. 


اليوم .. 
فمهما كنا .. مهما بعدنا .. 
تقف في كل مكان .. نشتاقك .. نغنيك .. 
لحن مهموس كترتيلة سرية مقدسة .. 
لا تغادرنا متحدية كل أساليب النسيان .. 
عزيزي .... الوطن .. 
تأخرت كثيرا .. كثيرا ..
ولكني ..
أحبك .. 

ليلى