Tuesday, October 11, 2016

Review: أسفار الفراعين

أسفار الفراعين أسفار الفراعين by عزالدين شكري فشير
My rating: 3 of 5 stars

" .. لأن الكمون واللعن اسهل من الحركة والمواجهة "

اعتقد ان هذه الرواية تمس الواقع المصري بشكل مثير للدهشة .. على الرغم من انها كتبت من اكثر من 15 سنة .. ولكنها الاقرب لما رأيت ..
تعتمد الرواية على الرمزية المطلقة في وصف الوضع .. بين احتضار يتسرب الى نفوس الناس .. انقطاع الامل ( شبهه بالموت) .. الفساد ( المتمثل بالعفن والطاعون والامراض الاخرى) .. التغافل .. عدم وجود وضوح لاشياء كثيرة ..

"وماذا يهم الوقت ؟ هل يحسب الوقت هنا بنفس المقاييس التي يحسب بها في بقية أنحاء العالم؟"

يحلل الكاتب الوضع بشكل مثير للدهشة .. على لسان ابطال مختلفين .. منهم وضعوا تحت المجهر .. ومنهم فقد الامل وبقي يعيش صامتا يرقب .. ومنهم من يحاول شرقا وغربا .. ويحارب كل طواحين الهواء ..

"وفي أثناء جمع الجثث نكتشف بعض جيوب الحياة التي ما زالت تقاوم"

لا تزال متعتي الكبرى في ربطها مع "مقتل فخر الدين" .. حتى لو من بعيد .. اعتقد ان رمزية الرواية جعلتها الاقرب الى قلبي بعد الرواية الاولى ..
اعتقد ان هذه الرواية تشكل مرجعا هاما ( كغيرها من كتب عز الدين شكري فشير) لتحليل الحالة النفسية لطبقات مختلفة من المجتمع المصري .. وتشكل عتبة مهمة في تحليل الوضع المعقد المتشابك .. الذي تحتاج الى سبر أغواره ان تكون مصريا اولا .. محبا لوطنك ثانيا .. وقارئا محايدا للطبيعة البشرية والضغوطات المختلفة التي يتعرض لها الفرد ..

"نحن يا حبيبتي جزء من هذا العفن وهو قد تغلغل داخلنا. هل تعتقدين أن هذه الاقنعة تحول بيننا وبين التلوث؟ نحن جميعا ملوقون حتى النخاع. نتكلم تلوثا ونتنفس تلوثا ونموت من التلوث. نحن ككل الآخرين فراعين."

ثم .. ليس لديك ملجأ آخر ..
" - انت ياله عاوز تخرج؟ "
"أخرج اروح فين يا بيه؟"

أعجبتني .. وجدا ..


View all my reviews

Monday, October 10, 2016

Review: غرفة العناية المركزة

غرفة العناية المركزة غرفة العناية المركزة by عزالدين شكري فشير
My rating: 3 of 5 stars

"أين هذا من الحلم الأول؟ متى فقدت الأمل في الحلم وقبلت الواقع؟ ما هي اللحظة الفاصلة بين أنا القديم، ذلك الحالم الساعي لتغيير العالم، وبين أنا الذي صرت ؟ "
نحن كلنا نولد بأحلام نريد نحقيقها .. رغبات وآمال نعلقها على غد نتظره أن يأتي ..

ما تفعله بنا خيبات الامل وانكسارات الحياة .. خضوعنا .. مقاومتنا الضعيفة .. تخلي من تمسكنا به .. كله يودي الى نهاية لا تشبهنا ..

"كل ذلك أصبح غير ذي معنى، لم يعد يهمني . فقدت القدرة على الانفعال، على الحزن وعلى الفرح سواء . انفجر قلبي داخلي، ثم سكن الغبار وانتهى الأمر" .
في غرفة العناية المركزة .. يوجه الكاتب الدفة .. يعود به الى الماشي ليسرد لنا حياة الأشرار في الرواية (من الواقع المصري المعقد ) .. وكيف أصبحوا أشرارا .. كل واحد منهم شرير في قصة اخر ..
لكل كل شرير قصة .. عندما تبحث في تفاصيلها .. تتعاطف معه .. مع أسبابه .. وتقنع نفسك بأن لن تكون كذلك .. وكذلك فعل الشرير .. شيء يسرق قدرته على تحقيق الحلم .. شيء يؤذي طيبته .. شيء يخدش ثنايا روحه .. يخاف .. يتألم .. يرفض الاحساس بالاختراق وعدم الامان .. يرفض الاستسلام والضعف لانسانيته .. يحتاج الى أن يرمم البقايا .. فيرتدي درعا بينه وبين ما تمسك به مما سلم بأنها "مبادئ" .. فخانته وطعنته في ظهره ..
اربع شخصيات مختلفة .. حقيقية توجد في كل زمان ومكان .. شخصيات مكررة نمطية .. قد نجدها كلها يوم .. نعلق عليها خراب الامة والديار .. حسب "المنحى " الذي نتخذه .. ونعتبرها أشرارا .. نضعها على محرقة المثاليات التي "لن" نقبلها يوما ( ونحن مخادعون ومبررون لانفسنا كالعادة عندما يحصل .. وسيحصل" ) ومنافقون الى النخاع .. ما الذي أوصلهم الى ما فيه .. الصدفة .. الاختيارات .. الانكسارات .. التنميط ... القواعد الغير مدروسة .. النفاق الاجتماعي .. الاحتياج الى السلطة .. مظاهر الانسانية التي نرفضها .. وهي ما اكثر ما يميز انسانيتنا من الرغبة والاحتياج والضعف والخوف .. واكثر ما نغطيه ونخجل من وجوده .. ونرفض التعامل مع حقيقة وجودها اليوميه .. ونتمسك بالجزء الملائكي الذي لا يحتاج الى رعاية .. ونظهره ونسلط عليه الضوء .. هذا الخلل في التعامل مع انفسنا .. خوفنا من فهم انكساراتنا .. يفقدنا فهمنا للاخرين .. ويفقدنا ايماننا بقدرتنا على التغير .. والتغيير .. وبالتالي ما نسعى اليه يزول .. ولا يشبعنا ..
مع كل سقوط .. تصمت الروح وتجف .. مع كل مرة نخون صوتنا القادم من اعماقنا .. يخفت الى ان يتوقف .. ومع كل مرة .. ننسى مسؤوليتنا من الحدث .. نجد انفسنا نغرق أكثر وأكثر .. الى ان تتغير الحقيقة بأيد اصبحت كأنها لم تكن لنا ..

لا زلت احب "مقتل فخر الدين" أكثر .. ربما لاني احاول ان ابقي على أحلامي علها تنجو من "غرفة العناية المركزة" ..

View all my reviews

Thursday, October 6, 2016

Review: رأيت رام الله

رأيت رام الله رأيت رام الله by مريد البرغوثي
My rating: 5 of 5 stars

رأيت رام الله ..
أعاد الوطن الى مجريات الذاكرة .. وفرضه بالحقيقة التي لا يعرفها الا من ضل عن طريق العودة ..
أعاد تعريف الغربة .. ووضعها بجملة بسيطة واضحة ..
" الغريب هو الذي يجدد تصريح إقامته، هو الذي يملأ النماذج ويشتري الدمغات والطوابع. هو الذي عليه أن يقدم البراهين والإثباتات. هو الذي يسألونه دوما (من وين الأخ؟) أو يسألونه (وهل الصيف عندكم حار؟) . لا تعنيه التفاصيل الصغيرة في شؤون القوم او سياساتهم الداخلية ، لكنه اول من تقع عليه عواقبها"
" الغريب .. هو الذي يقول له اللطفاء من القوم (أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك). هو الذي يحتقرونه لأنه غريب . أو يتعاطفون معه لأنه غريب .. والثانية أقسى من الأولى"

أطلق السيد مريد البرغوثي العنان للذاكرة .. واجبر الخيال على استباق الأحداث .. بين كلماته اتلمس طريقا يشبه ذكراتي التي تصر على "انتقاء" الاحداث والصفات التي أسبغها على الصور التي لا زالت تسكن الروح ..

كيف يختصر الوطن .. وكيف تصبح الغربة ملاذا من النسيان .. وكيف ان لك عالمك الخاص .. لا يفهمه إلا من يعاني حالتك الانسانية بنفس القسوة .. انتزعت فلسطين من اختيارات السيد مريد .. فأصبحت رمزا .. ثم عادت لتتجلى بحقيقة التراب .. ومفاراقات متع الغربة .. وتحولت الى الحقيقة الموازية التي تسكنها .. وتعبر اليها كلما ضاقت السبل ..

"هل قدمت للغرباء صورة مثالية عن فلسطين بسبب ضياعها؟"
"وهل كنت حقا أعرف الكثير من ملامح الأرض الفلسطينية؟"

كيف تتحول الأشياء لأشباه الاشياء .. وكيف تتغير العلاقة .. وكيف ان الارض الراسخة تقلقنا .. والاهتزاز اصبحا كصوت موج البحر .. لا يغيب عن اذني القاطنين بجواره .. ولا يعرفون غيره ..
المضحك المبكي أني صدفة التقيت بسيدة من بلدي .. "نحن قلنا كم شهر .. بالكتير خمس شهور .. لاقينا مطت الحكاية .. "

كيف ان الاحتلال سرق المستقبل .. سرق الفرصه .. الاختيار .. والقدرة على النضوج والكبر .. ما هي الحرب اذن ؟ هي ان تبقيك في مكانك .. تحجر على ذكرياتك .. وتمنعك من أن تغير الطريق .. طريقك حلقة واحدة .. وذكريات قديمة .. وكلمات وامثال لا تملك الا ان تحضر من ذكريات جدتك .. او حكم الكبار ..
الشعور بأنك "قليل" .. في الفرح .. في الموت .. في الواجبات والحقوق .. ينتزع منك كل شيء .. وانت " بلا عزوة وبلا تقاليد وبلا تاريخ يسبق وجودك هنا والآن" ...

سرده لقصته الشخصية .. وابطالها الذين نطالع اسمائهم في الجرائد .. ونتصيد نوادرهم الصغيرة .. كيف ان الأمل لا يجتث من الجذور .. الأمل يقطع كل مره .. هيمنه القوة والسيطرة على حجم حلمك ومدى قاعدته وامتذاد جذريه .. هي أن تسلب حق الاختيار في ان تكره ما لديك .. وتحب ما لدى غيرك ..
ضيف على ذكريات اخرين .. وتترك ايضا بقايا حكاياك ليحملها اخرين ..

هل سوريتي .. وطني الذي غبت عنه .. والمستقبل الغامض الذي يتحرق الى ان يوجد نفسه في لحظة العدم سيشابه ما قاله .. هل لترابط حالته الانسانية في منافيه الكثيرة .. وبيوته الكثيرة .. طابعا اطلق على حياتنا .. ؟
"يغترب عن ذكرياته فيحاول التشبث بها، فيتعالى على الراهن والعابر. إنه يتعالى دون أن ينتبه الى هشاشته الأكيده . فيبدو أمام الناس هشا ومتعاليا. أقصد في نفس الوقت"

الا تملك رفاهية الوداع .. وكل من تودعه لا تعرف له طريقا في لحظتها .. ان تودعهم من بعد .. وتحتار الا تعود .. تنتقي من ذكرياتهم زوادة على الطريق الموحش .. و لا تخبئ في زوادتك الا ما تنتقيه .. فانت لا تملك رفاهية أن تحمل اثقالا اخرى .. تتخلص فتحمل .. ليس لك مكان تفرغ فيه الصور .. انت حتى لا تملك ان تنسب لنفسك كسر فنجان الشاي في مطبخ الشقة رقم 18 من عدد الشقق التي غيرتها ..

" ما الذي يسلب الروح ألوانها؟
ما الذي ، غير قصف الغزاة أصاب الجسد؟"

اخ يا سيد مريد .. تسلم هالايدين .. والله يسامحك .. حطيت الوجع بكتاب .. وسميته .. وخليت النكران يصير حقيقه ..


View all my reviews

Saturday, October 1, 2016

Review: رأيت النخل

رأيت النخل رأيت النخل by رضوى عاشور
My rating: 3 of 5 stars

هل كنت في يوم ما مارا في عالمك .. استوقفتك فكرة .. فجلست تتأملها بعيدا عن كل صخب الكون .. لتدونها .. ؟
تعود لقرائتها .. فتجد نفسك مخبئا بين طيات اشيائ كثيرة .. وكل كلمة تاخذك لعالم كان وطنا يوما .. ثم اصبح صورة مهترئة الاطراف ... تعود للظهور في ايام التنظيف السنوية ، او حوادث الانتقال الى شقة اخرى .. لمم من الذاكرة المختزنة
اعتقد ان هذا ما فعلته السيدة رضوى في "رأيت النخل " .. تنثير لنا الزبيب والقمح .. لنتلقط ما يعجبنا من على سطود الدار .. ونتلصلص من الشباك .. منتظرين المزيد ..

"واصلا التعلق ببعضهما كما يتعلق الكهل بذاكرة الفرح" ..

:)

View all my reviews