Saturday, December 24, 2011

اخ يا بلدي ..

حالة غريبة من اللامنطقية .. من اللامركزية .. من الاختباء خلف الاراء كموافق او غير موافق تجتاح بلدي هذه الايام ..
اصبح الحزن .. والتراشق بالكلام .. حالة اعتيادية .. سرت الظنون .. وامتلأت بها كلماتنا .. افكارنا .. حتى قلوبنا .. اصبحنا مسيرين حقا .. واصبحت الالوان تدل على انتمائاتنا المختلفة ..
هنا .. لا ادعو للانسانية .. ولا اطالب بتغيير المواقف .. ولا حتى الاهتمام بما اكتب في هذه اللحظة ..
انا فقط اسألكم .. قفوا لدقيقة كاملة .. ستون ثانية .. اجلالا .. احتراما .. وحزنا .. على شهداء بلدي ..
حزنا على وطن .. لم نعد نعرف حقوقه .. ولا حتى نقدر احتياجاته .. مننا كافراد .. كعوائل .. والى ما تعلوه السلسلة الهرمية من مراتب ..
قفوا عن التمحيص لثانية .. انظروا الينا .. الي حالنا ..نستمتع برمي الشتائم هنا وهناك .. بدل ان نحترم موتانا .. واحيائنا ..
كل فرد استشهد .. هو ابن بلدي ..
كل نقطة دم تراق .. من بلدي ..
كلهم يحملون هويات من هنا ..
لطفا ببلدي .. يا ابناء بلدي ..
احترموا دمائهم .. وربما دمائي يوما ما ..
بنت بلدكم
وبعد ما تخلص الدقيقة ..اعتبروني شو ما بدكم .. عدو .. صديق .. شخص موجود بالغلط عندكم .. أو حتى حدا عميحكي حكي فاضي بتعرفوه من زمان ..
..


Monday, December 19, 2011

لحظة مسروقة .. من استعباد النسيان ..

اعود لاعتمر قلنسوة الذاكرة مرة اخرى .. بصورة فوتوغرافية قديمة مهمشة التاريخ .. الى تلك اللحظة ..
اقف في الزاوية مختئبة .. احاول استراق النظر الى السعادة التي كانت تسكن المكان بوجودك .. الى الحياة العبقة برائحة الامل .. والى مدينتي ..الى الياسمين والمطر .. ..
اذكر.. واتذكر .. بأن العمر كان معك لحظة مسروقة من استعباد النسيان .. واني خبأتك بين كتبي .. كرسالة حب استلمها مراهقة اول مرة .. اخفيك بين نوتات لحن شرقي اصيل .. وبين الميجانا .. والميجانا ..
جولاتهم رمت الذكريات في نهر دجلة .. فادعو ان يشق البحر مرة اخرى .. اعبر بك .. وينطبق عليهم بلا اثر ..ولكن .. ها أنا أجر اذيال خسائري .. ككل مرة ..
وتنقص من لوحتنا .. قطعة وقطعة ..
كنت صغيرة .. استيقظ كل يوم .. اراجع دروسي خوفا من ان انسى .. ..
اصبحت كبيرة .. وما زال الخوف يقف عند دكان الخضرجي ليحفظ الأمن والأمان .. فاقرأ عنك على ضوء شمعة .. في ظلمات المكان .. كي لا تهرب تفاصيل الذكرى ..
لافتة محل .. مقعد في الحديقة .. شجرة الليمون .. او صوت تسجيل يعزف .. من دون ان يدري .. لحنا اصبح اسطورتنا التي لا تذكر الا بعد المعوذات والاستغفارات ..
استغفر الله ..
اذكرك .. طبعا .. وكيف لا .. وانت تسكنني كقضية كبرى .. تسكنني .. وتطاردني كالاشباح .. في كل اغنية ..بين صفحات الجرائد .. وحتى العناوين الرئيسية ..
لقنوني انك العدو الاكبر .. وان احتفاظي بك كفر ولغط .. علموني .. ان الدين يحتقرك .. وان الدفء الذي كان يملأ بيتنا تأثيرات مسرحية .. وانه تم نفيك الى عالم الغيلان ..
وانك الذئب في رواية اخرى ..
قالوا .. بأنك سرقت الاحلام .. وقتلت الذكريات ..
قالوا .. بأنك مشعوذ وكافر
حطمت عالم السنافر
وحوكمت بالهرطقة ..
قالوا .. وقالوا .. وقالوا ..
وكل ما اتذكر ..
كيف يبتسم القمر عندما نقف معا في ساحتنا المفضلة ..
وان الشمس تشرق عندما تضحك ..
وان البرق والرعد .. هما حالتان كينونيتان من فكرة اشتياق..
ولازلت كل يوم .. استيقظ صباحا ..
واسرق الذكرى .. مرة من هذه الزاوية .. ومرة من اخرى ..

Friday, December 16, 2011

من وحي تشايكوفسكي .. ومدينة تحترق ..

وتغيب .. واغيب .. وتحترق .. واحترق .. وتبقى النسمات تحاول أن تخفف من حمى لقائنا المزعوم الأول .. التقينا من قبل يا صغيري .. فأزل شباك العنكبوت عن ذاك الباب الخشبي القديم في زاوية الذاكرة ..
بعدها تأتي الابتسامة ..
اجل هي انا .. حارتك الصغيرة ..
كالعنقاء .. تحولت الى رماد بعد انتعاش الذكرى .. اموت المرة تلو المرة .. ابعث مرة تلو المرة ....
يا أيها الصديق .. اذكرني كما كنت .. وطنا صغيرا .. تخفيه لنفسك .. لا يعرف غيرك لغته .. ولا الوان علمه .. وتغير مكانه كلما رحلت ..
احملني داخلك كما حملت ذاك الوطن .. اغترب باغترابك .. واتشح بالسواد عند الألم .. والحنين ..
ادري باني اظلم كثيرا .. اشتعل كثيرا .. واقلق كثيرا وكثيرا .. لكني سأبقى هنا من اجلك .. مهما احترقت معالمي .. مهما قتلوا من ابنائي .. انا لك وحدك .. لن يأخذني احد منك .. لاني اسري في شرايينك .. اختبئ خلف جدار النوم .. واظهر لك بلقطات لاوعي في رسومك الرصاصية .. ويظهراسمي في الصحف .. وفي بنشرات الاخبار ..
يا صديقي ..
اعلم بأني اقتل كل يوم مئة مرة .. احرق كل يوم مئة مرة .. واتهم بالخطأ مئة مرة .. لكنك تعرفني .. انا انت .. تعرفني كما تعرف كف يدك .. حفظت المتاهات .. ولك في كل زاوية ذكرى مع نظرة حب مع فتاة صغيرة ..ثم مراهقة .. مع امرأة .. ومع الجنون ايضا ..
تذكرني .. فأنا لك وحدك .. قد اصبح بقايا .. ولكن اعلم .. اني سأبقى الاحب اليك ..
مهما رأيت جمالا .. مهما عملت .. مهما انتميت ..
سأبقى تميمة حظك .. وستبقى انت .. مني .. ستبقى انت .. لي للأبد ..

Monday, December 12, 2011

The Last Breath ... النفس الأخير ..


من الفوضى التي تملأ المكان .. يتعالى صوت في داخلي .. يسرقني شيئا فشيئا من الضياع المحمول بابتسامة مبهمة تأخذني بعيدا .. خلف اسوار عقلي .. تسجنني هنا .. مع مخاوفي وصراعاتي .. ويخيم علي السكون كما خيمت علي من قبل رتابة ابدية تثير كل الالغاز التي اخشى الاجابة عنها بنهايات مختلفة .. ومعاركي مع النسيان
وتهب الريح .. وتأخذني الى حفرة اعمق .. الى ما وراء ما اتقنع به .. وارسمه للناس .. الى الجدران خلف الجدران .. والحكايا .. والاختلافات الصغيرة .. التي تخلق لدي نوعا من الشك بكينونتي ..
وتبدأ صرخات الوقت .. وتبتدي النهاية .. واجر على مذبح قديم قدم العصور .. اسلم رسالتي المليئة بالاخطاء .. الرسالة التي بقيت اؤجل بها حتى وصلت اللحظة .. انظر ورائي .. ارى حشودا تملأ اعينها اشارات الاستفهام .. وكل ما استطيع ان ان اعبر به .. نظره اعتذار خجلى .. ابتسامة واهنة .. ووداع ..
وتوقظني الضوضاء .. وصوت الحياة .. لأكتشف انني اسمع هذا اللحن للمرة التاسعة والعشرون .. وتبرز صورة اخرى .. وقصة جديدة ..

سلمت يداك يا صديقي .. محمد جودة

Click here to listen to "The Last Breath"

Sunday, December 11, 2011

هنيئا لأليس ..

هناك دوما بصيص من الامل يحرقنا
يتلاعب بكل ما نملك من هواجس .. خيالات .. وامال معلقة في عالم يرفض اللاعتيادية .. التميز .. وحتى النجاح .. باسباب اوهى من خيوط العنكبوت ..
زورق الامل ممتلئ دوما الى اخره .. ان يتاح لك مكان صغير في الدورة القادمة .. رغبة سرية لجميع المهجرين من عالم الاحلام .. وطبعا من المحرمات الكبرى التي يعاقب عليها المجتمع .. ويتهمك الناس بعدها بالوهم .. والرحلة التي قد تغامر على الرغم من كل العقبات ان تقفز عليها .. تصبح مفتاحا الى خراب حياتك .. او ما يسمونه هذه الايام .. بـ " لا تطلع لفوق كتيير .. بتنكسر رقبتك " ..
رغبتك بالتمرد على واقع ممتلىء بالفشل والروتين .. اصبح مخجلا .. ويصبح العالم الذي تراه في مخيلتك بلاد العجائب .. وتخفيه عن كل المتقنعين بالواقع والمنطق .. أما كلمة الإيمان المطلق .. هي حق يملكه المتشدقون ليعززوا فكرة ان هذا الحلم .. لن يتحقق ابدا ..
ربما اضحى الطموح بذرة الشر هذه الايام .. والاختباء وراء الرويات .. المغامرات في الافلام .. والانعزال الواهي للتعلق بالشبكة الافتراضية هو حل وحيد لجميع المغتربين في مجتمعاتهم .. ولكن الحقيقة تقال .. ترفع القبعة لاولئك الذين استطاعوا اتباع اقدارهم ..
أما لأليس .. هنيئا لك بتلك المغامرة في بلاد العجائب .. وسنبقى نبحث عن جحر ارنب يتسع لنا ..

Saturday, December 10, 2011

قصاصة .. يوم اخر ..

تسجننا هواجسنا احيانا خلف ابواب مغلقة من الخوف والتردد .. تبقى تتراقص في مخيلتنا احلام بامل يصطفو على سطح قلقنا اللامتناهي الاطراف .. ويبقى الامل لا ينتشل الى زورق الواقع .. تضيع بنا السبل كثيرا .. او ربما نحاول ان نتناسى بأن لنا مكانا في هذا الكون يجب البحث عنه .. ونبدأ بالاكتفاء بفتات الخبر .. بدلا من البحث عن المزيد .. نتخاذل .. وتغيب عن اذهاننا ابسط الكلمات التي علمونا اياها في صغرنا .. " الرزق على الله " .. و "واعقلها وتوكل " .. ونتبع ما يقال لنا بان "عصفور باليد احسن من عشرة عالشجرة " .. وتصبح ايامنا المتتالية عبارة عن ارقام .. قد لا يتذكر اغلبنا ما تاريخ اليوم .. اضحت الحياة لدى الكثيرين منا .. ابتسامات مزيفة .. واجبات مفروضة .. و " الحياة العملية" التي يجب الخضوع لشروطها .. بينما الحقيقة ابسط بكثير .. نحن نرفض بأن تمتلكنا عقولنا .. ونخضع لانتقادات بشر ..قد لا يثيرون انتباهنا عند الانتظار على اشارة في الطريق .. او حتى رحلة قد تدوم لساعات .. اصبحنا ملكا لنظريات فلسفية نطقها البشر .. اما الارادة التي نتشدق بها احيانا .. كلمة تسقط سهوا من افواهنا .. ...

Wednesday, December 7, 2011

تداخلات ..

ليلة أخرى من الملل اللامنتهي .. من البحث " في عالم الأفكار الافتراضي " .. عن سبب يجعل حياتي نقطة مضيئة في كتب التاريخ بعد سنين قليلة ..
لم اعد ادري لم أصبح اللون يتمتع بدرجات الرمادي .. أما الأسود والأبيض انقرضا منذ الأزل .. تجد وصفهما فق في كتب الميثولوجيا العالمية ..
واقبع هنا في الظلام الذي يتخلله ضوء المدفأة الشحيح .. ككل يوم .. في محاولة لربط بعض الأفكار الصغيرة التي تتبخر عند أول همسة ..
عن غياب الحضور .. عن القوة المتمركزة في اضعف الخلق .. عن كتاب اخر يجب ان يوضع في المكتبة .. ينتظر أن يقرأ كغيره .. وعن صمت في داخلي جعل المكان مسكونا ببيوت العنكبوت .. وخيالات أشباح ..
وعن ذاك الطفل المشرد الذي كان اليوم .. وقوبل برفض السؤال من خلف زجاج السيارة فما كان عليه إلا أن يضحك ويقوم ببعض الحركات المثيرة للغيظ .. ويعود للطلب من أشخاص آخرين .. تبدو عليهم .. أو يتسترون .. بآثار النعمة ..
أما أسعار الشموع التي بدأت بالتصاعد فجأة دون سابق إنذار .. وارتال الناس المنتظرة دورها سواء عند شباك المخابز الآلية .. للحصول على بعض الخبز .. أو المنتظرين بعيون تملأها خيالات الدفء .. أمام محطة البنزين .. للحصول على كمية من المازوت .. قد يسكبها آخرون في المجارير ..لمجرد التباهي بقدرتهم أن يحصلوا على المزيد ..