Friday, March 30, 2012

موعد انتظار ...


   اذكر انك كنت ترسم لحياتي رونقا اخر لم اعتده .... انتظارك كان موعدا بحد ذاته .... اتجهز لانتظارك .. اكتر ما اتجهز للقياك .. 

   اضع كل ما احتاجه حولي .. كأس الشاي .. كتاب .. ثلاثة افلام قد تشغلني عن تأخرك .. وبقايا امل على ورقة ممزقة الاطراف .. 

   يبدأ انتظارك بعد عودتي من العمل .. يرسمني طفلا شقيا .. يغضب عند انقطاع الكهرباء .. كانقطاع ناسك عن التعبد .. اضحى ادماني لك في تلك الفترة ما يزاود على الخيال .. كانت الحياة اقل ارهاقا .. وانت تعبد الطرق داخل ذاكرتي .. تبقي في كل زاوية ملصقا .. ابتسامة .. او حتى خدش مفتاح .. 

لا زلت اذكرك وابتسم .. ولا زال عِندك يثير ضحكي .. ولكنك بدأت تتلاشى شيئا فشيئا .. صوتك اصبح مقبلات شامية .. نذكرها في المناسبات ... وحضورك يذوي في صمت غيابك ... صمت غيابك الذي كان سجني لفترة طويلة .. 

   ليتني استطيع القول بأنني احلق اليوم في غيابك .. وارسم ابتسامتك على زوايا دفتري ولا اميزها .. ليتني انسبك الى اللاوعي الممرغ بخطايا الانتظار .. ولكن لا .. انت هنا .. تغيب وتعود .. كلهب شمعة في حضور النسيم .. تتراقص .. تذبل وتشتعل .. ولا تطفأ ابدا ! .. 

   هل لازلت هنا .. حاضرا حضور الأشباح .. لا تسير ولا تدعني اسير ؟ أم انك اصبحت عكازة تعينني على السير مثقلة الخطى .. تائهة في عالم سرقت الوانه ورحلت .. ؟ .. لا أدري .. لكنك .. تنتمي الى هنا ..

  هنا أين ؟ لا ادري .. بين سطور كتبي .. بين اقلامي الرصاص الملقاة باهتمام مهمل .. هنا .. في ألوان غرفتي الباهتة .. هنا .. في دمي ربما .. لا أدري .. لكنك هنا .. 

قد يتراكم فوق مخلفاتك الغبار .. قد اتناسى انك هنا .. قد احمل قضايا غيرك كثيرة .. املأ وقتي .. واجعل الوقت مسيرا خادما لي .. ولكني لا زلت أراك في مرايا العمر .. حاضرا .. صامتا .. تنتظر موعد انتظار اخر .. 

­