Friday, September 30, 2016

Review: أبو عمر المصري

أبو عمر المصري أبو عمر المصري by عزالدين شكري فشير
My rating: 2 of 5 stars

"سيد نجار : ما لم يكن المرء يعرف أين يريد أن يذهب، فمن الصعب مساعدته على الوصول. ومهمتي هي مساعدتكم وليس الحلول محلكم"
مشرف رسالة الدكتوراة لفخر الدين .

رواية تحليلة عميقة ترصد التحولات التي ترأ على أرواح من يلقون بالا الى هذا العالم الغريب ..
ما الذي يغير طريقة رؤيتنا لهذا العالم .. كيف تحولنا تخاذلات الاخرين ، ضعفهم ، وجبنهم عن التمسك ببعض المبادئ المطلقة الى وحوش لا يتحرك داخلها شيء ..

هذه الرواية تكمله ل "مقتل فخر الدين" ، والتي كانت قد رسمت محاولات شخصية مثالية فهمت الحق من الباطل ، وحاولت ان تنتمي اليه دون ان تتزحزح .. واغتيلت على خلفية الاحداث .. يكمل الكاتب القصة باغتيال ابن خالة فخر الدين بدلا منه ، والصدمات المتوالية ، والغضب المشتعل داخله ، الذي حوله من انسان يبحث عن محاولات لممارسة ما يعتقد بانه صحيح ، بان يحارب كجندي يصرع الريح .. تذكرني بفكرة دون كيشوت الذي يحارب طواحين الهواء .. لكن الشخصية تدرك ان الحرب غير مجدية ، وانه خاسر لا محالة ، فيقرر الانتقام .. ويتحول الى حياة غير متوقعة ..
ولكنه .. ككل الشخصيات .. يملك نقاط ضعف .. تريه بان لا حل كامل .. وانه مهما كانت "الخطة محكمة" .. لا توجد خطة لا يوجد فيها "ثغرة" .. وثغرته كانت ابنه عمر ..
الرواية ايضا اضافت بعدا جديدا .. بشرحها لاسلوب "الجهاديين".. وطرق رفع طاقات البشر الى ما لا يستطيع عقل ان يرمي كل شباكه حوله .. يوضح بعض الافكار المتعلقة بهم .. هذا الجزء من القصة ذكرني بروايات رجل المستحيل وادهم صبري .. حتى لو انها واقعية التفاصيل .. وعلى الرغم من اني استمتعت بقراءتهم يوما .. الا اني فقدت في هذا الجزء ما يمتعني في روايات الكاتب عادة ... ربما هذا ما جعلها اقل اهمية من كل ما قرأت له من قبل ..

لا أنفي مطلقا قدرة الكاتب على استثارة اسئلة تحترق داخل كل انسان يبحث عن دوره في منظومة كونية .. وعلاقتها بالواقع الذي يجد نفسه منيطا به ، وان بلاد العالم متشابهة ان كنت تنظر حقا .. الاحتياج للعدل .. العجز .. انسحاب الامل التدريجي تاركا ظلالا تصبغ القلوب بالأسود .. وتسرق منها القوة على الحب ..

"أسال : لما لا تكون المشكلة فيك أنت ؟ بمعنى أنك تخشى المحاولة ، تخشى أن يكون هناك حل، لأنك ساعتها ستضطر للتحرك. ولأن تواجه فرص النجاح والفشل، إنك خائف من الفشل"
"أنت لست ضعيفا، لو كنت ضعيفا ما ظللت حيا حتى الآن"

اعتقد ان ما يجعل هذا الكتاب يستحق القراءة هو رؤية عملية تحول شخصية فخر الدين .. الى النقيض .. من المحكوم عليه .. الى مطلق الاحكام .. كيف اننا نتغير .. ويتغير كل شيء داخلنا .. حتى نصبح لا نشبهنا ..

"أهكذا يموت الرجال؟ في دقائق معدودة"
"سدوا عليهم النوافذ والأبواب والسبل فذبلوا، وظلت أعوادهم تجف حتى سقطت من تلقاء نفسها"
"وكلما جرب طريقا اخر كي يشرح لهم، تمادوا في غيهم"

ومع ذلك .. تلك اللمسة الانسانية التي تجعلك متعاطفا مع البطل القاتل .. اعتقد ان هذه النقطة هو ما يجعل المصريين مختلفين .. هم باحثون عن الدفء في العاطفة حتى في عيون المفترسين .. او هذا ما اعتقد اني وصلت اليه الى الان من قراءة ومعايشة المصريين ..

"انها تدرك ضعفها وتتقبله ،وتحاول ان تجد وسيلة لتحسين حياتها تناسب قدراتها"

في النهاية .. لا بد من القول .. انه من المدهش قدرة البشر على البقاء .. وملاحقة سراب الامل .. عله يوما يكون حقيقيا ..

"أنا جزء من هذا العفن، وأنا أحبك لأنك تدرك ذلك وتحبني رغما عنه"



View all my reviews

Review: أبو عمر المصري

أبو عمر المصري أبو عمر المصري by عزالدين شكري فشير
My rating: 2 of 5 stars

"سيد نجار : ما لم يكن المرء يعرف أين يريد أن يذهب، فمن الصعب مساعدته على الوصول. ومهمتي هي مساعدتكم وليس الحلول محلكم"
مشرف رسالة الدكتوراة لفخر الدين .
رواية تحليلة عميقة ترصد التحولات التي ترأ على أرواح من يلقون بالا الى هذا العالم الغريب ..
ما الذي يغير طريقة رؤيتنا لهذا العالم .. كيف تحولنا تخاذلات الاخرين ، ضعفهم ، وجبنهم عن التمسك ببعض المبادئ المطلقة الى وحوش لا يتحرك داخلها
شيء ..
هذه الرواية تكمله ل "مقتل فخر الدين" ، والتي كانت قد رسمت محاولات شخصية مثالية فهمت الحق من الباطل ، وحاولت ان تنتمي اليه دون ان تتزحزح .. واغتيلت على خلفية الاحداث ..
يكمل الكاتب القصة باغتيال ابن خالة فخر الدين بدلا منه ، والصدمات المتوالين ، والغضب المشتعل داخله ، الذي حوله من انسان يبحث عن محاولات لممارسة ما يعتقد بانه صحيح ، بان يحارب كجندي يصرع الريح .. تذكرني بفكرة دون كيشوت الذي يحارب طواحين الهواء، لكن الشخصية تدرك ان الحرب غير مجدية ، وانا خاسر لا محالة ، فيقرر الانتقام .. ويتحول الى حياة غير متوقعة .. ولكنه .. ككل الشخصيات .. يملك نقاط ضعف .. تريه بان لا حل كامل .. وانه مهما كانت "الخطة محكمة" .. لا توجد خطة لا يوجد فيها "ثغرة" .. وثغرته كانت ابنه عمر ..
الرواية ايضا اضافت بعدا جديدا .. بشرحها لاسلوب "الجهاديين".. وطرق رفع طاقات البشر الى ما لا يستطيع عقل ان يرمي كل شباكه حوله .. يوضح بعض الافكار المتعلقة بهم .. هذا الجزء من القصة ذكرني بروايات رجل المستحيل وادهم صبري .. على الرغم من اني استمتع بقراءتهم .. الا اني فقدت في هذا الجزء ما يمتعني في روايات الكاتب عادة ... ربما هذا ما جعلها اقل اهمية من كل ما قرأت له من قبل ..
لا أنفي مطلقا قدرة الكاتب على استثارة اسئلة تحترق داخل كل انسان يبحث عن دوره في منظومة كونية .. وعلاقتها بالواقع الذي يجد نفسه منيطا به ، وان بلاد العالم متشابهة ان كنت تنظر حقا .. الاحتياج للعدل .. العجز .. انسحاب الامل التدريجي تاركا ظلالا تصبغ القلوب بالأسود .. وتسرق منها القوة على الحب ..
"أسال : لما لا تكون المشكلة فيك أنت ؟ بمعنى أنك تخشى المحاولة ، تخشى أن يكون هناك حل، لأنك ساعتها ستضطر للتحرك. ولأن تواجه فرص النجاح والفشل، إنك خائف من الفشل"
"أنت لست ضعيفا، لو كنت ضعيفا ما ظللت حيا حتى الآن"
اعتقد ان ما يجعل هذا الكتاب يستحق القراءة هو رؤية عملية تحول شخصية فخر الدين .. الى النقيض .. من المحكوم عليه .. الى مطلق الاحكام .. كيف اننا نتغير .. ويتغير كل شيء داخلنا .. حتى نصبح لا نشبهنا ..
"أهكذا يموت الرجال؟ في دقائق معدودة"
"سدوا عليهم النوافذ والأبواب والسبل فذبلوا، وظلت أعوادهم تجف حتى سقطت من تلقاء نفسها"
"وكلما جرب طريقا اخر كي يشرح لهم، تمادوا في غيهم"
ومع ذلك .. تلك اللمسة الانسانية التي تجعلك متعاطفا مع البطل القاتل .. اعتقد ان هذه النقطة هو ما يجعل المصريين مختلفين .. هم باحثون عن الدفء في العاطفة حتى في عيون المفترسين .. او هذا ما اعتقد اني وصلت اليه الى الان من قراءة ومعايشة المصريين ..
"انها تدرك ضعفها وتتقبله ،وتحاول ان تجد وسيلة لتحسين حياتها تناسب قدراتها"
في النهاية .. لا بد من القول .. انه من المدهش قدرة البشر على البقاء .. وملاحقة سراب الامل .. عله يوما يكون حقيقيا ..

"أنا جزء من هذا العفن، وأنا أحبك لأنك تدرك ذلك وتحبني رغما عنه"

View all my reviews

Tuesday, September 13, 2016

Review: الطنطورية

الطنطورية الطنطورية by رضوى عاشور
My rating: 4 of 5 stars

اه عالطنطورية ..
ان اردت فهم دور شجرة اللوز في شعر محمود درويش .. والاغاني والاهازيج الشعبية الفلسطينية .. اقرأ الطنطورية ..
على الرغم من أني عندما قرأت للسيدة رضوى ثلاثية غرناطة ، اعتقدت انها لن تفوقها بأي رواية اخرى كتبتها او تكتبها .. ولكن الطنطورية أثبتت لي أن الكاتب قد يملك نفس الملكة لينتج كتابين مختلفين تماما .. يجبرانك على تفعيل الذاكرة الجمعية للبشرية ، ونقلك الى مستوى آخر من التعامل مع حقائق الأمور ..
"ولكن هل يمكن ان يصر شخص ما حكايته في منديل ويمد به يده إلى الآخرين؟"
"صر ربع قرن من مجريات حياته في منديل وقال هذا ما حدث"
ذاكرة مسجلة مروية بصوت سيدة عجوز .. تنقل لك ذاكرتها مصورة .. مشحونة بمختلف المشاعر الانسانية .. تعلمك مالم تعلمه عن قدرة تحمل البشر ، طرق تعاملهم مع المصائب ، تقلباتهم .. ما يحدث عنما يصبح الامل خيط عنكبوت واه معلق بأخره الشمس .. ربما لتعاملي القريب مع الحرب ، وفكرة التهجير واللجوء ، اللاقدرة على الانتماء لأي مكان والاحتياج الغريزي للانتماء لاي مكان .. الخليط الغريب بين الحب والحرية والقوة والتقاليد .. النزعة للتمسك بشظايا الاشياء على الا تملك شيئا .. ظهور الانسانية بشكل مستتر .. تفرض نفسها بقسوة على من يرفضها بين الحرب والسلم ..
اكثر ما فسره هذا الكتاب لي هو ما حصل ما وراء الكواليس في مجازر عده .. وكيف ان ارادة الحياة هي السحر الوحيد الذي يدفع جذورك بعيدا في الارض .. وان ما نلقنه لأطفالنا اليوم .. هو ما يتحول الى رسالة تطفو في أيام الشده ..
كيف ان تكون مهمشا ، مبعدا .. وتتحول الى صوت يعلو في الظلام .. عن علاقة شخصية يطورها رسام كاريكتور مثل ناجي العلي .. مع كل فرد من المخيم .. فيتحدث لغتهم .. ويصبح لرسمه اليومي ما يعيد حتى ولو خفقة قلب في اجساد لم يعد الموت كارثته .. بل ان ينسى العالم كل الذين استشهدوا .. هو ما يقتل فعلا ..
"هل يمكن حكاية ما جرى في هذه الصفحات المعدودة؟ كيف يحتمل كتاب صغير او كبير آلاف الجثث . قدر الدم. كم الأنقاض . الفزع. ركضنا طلبا للحياة ونحن نتمنى الموت؟"
الأدب الذي تنقله هذه الرواية وروايات اخرى مشابهة لها عن الحياة كمهجر ولاجئ ، والتحليل النفسي والمرحلي لكل ما يلم بهم .. هو مرجع مهم لفهم الطبيعة البشرية التي تحول ما يُعتقد ان لا حول له ولا قوة ، يمتلك روحا فولاذية لا تخدشها بواقي الحياة ..

الظاهر اني سأشكر السيدة رضوى مرارا وتكرارا .. :)


View all my reviews

Sunday, September 4, 2016

Review: مقتل فخر الدين

مقتل فخر الدين مقتل فخر الدين by عزالدين شكري فشير
My rating: 4 of 5 stars

"طوبى للغرباء" ..
:)

مقتطف من الرواية ..

"بل نموت ونحن نحاول سد ثغرات القناطر بأيدينا"

لا أدري حقا ما فعله هذا الكتاب بي .. اعتقد ان عنوانه لا يعطيه حق قدره .. ولا يجعلك تتنبئ بالمحتوى الغني المستتر تحت كلمة "رواية" .. اعتقد ان هذه "الرواية" تقوم بالدور الموكل لها .. بان تطالبك بالتفكير .. باعادة مساءلة النفس عن دورها .. وعن الذي تمثله .. اقتنيت هذا الكتاب لاستمتاعي بكتابين للكاتب نفسه قبلا .. ولكن هذا الكتاب كان رسالة من رجل لا يعرفني .. يحرك المياه الراكدة داخلي .. ويطالبني بأن اجاوب عن سؤال بسيط .. ربما الكتاب عبارة عن "فشة خلق" .. وصوت يعلو .. يطالب بان يحقن في ورق .. ويقرأ على الملأ ..

"من أنت؟"
العمق الفلسفي والاخلاقي للرواية مخيف .. كل مرة تقرأ شيئا .. يدفعك ان تساءل نفسك .. الكاتب يعتمد على مناقشات وجدانية وجودية ازليه .. ترتكز على فهمه لسارتر .. قراءاته للامام الغزالي .. مناوشاته مع محمد منير .. فهمه للقانون .. نفحات من سير الانبياء مستترة موضحه الهدف من العمل .. فهم وتحليل عميق للمجتمع بتحولاته وتناقضاته وتياراته المختلفة السائرة بلا هدف .. وعن أهميه وجود شريك .. يقاسمك رغيفك الفكري .. واختلاجاتك العميقة بعيدا عن الزيف ..

مقتطف من الرواية ..
"
-سأجلس هنا قليلا يا عم
- الجامع سيغلق يا بني ،هيا
....
-سأظل هنا للصباح يا حاج، فليس لي مكان آخر أبيت فيه
-ممنوع يا بني . الجامع سيغلق"

لن الخص الكتاب .. ولن اطيل في مدح الاسلوب الروائي للكاتب ، يدخلك الكتاب بداية ما تعتقده بانه هلاوس احلام .. قصاصات تقرا من شخصيات مختلفه .. سرد من زمن اخر .. عن رجل .. نقي .. فحاسبه الناس على نقاءه .. وكان هو عبد لما امن به .. مستمتع الى الصوت الخافت الذي نسكته بحجة " الواقع" .. فعاش حرا .. وقتل كما يقتل الأحرار ..

مقتطف من الرواية ..
" شعرت أني لو تأقلمت على هذا السوء فسأفقد كل ما قد يكون جميلا بداخلي"

للنفحات التي كان يرسلها الكاتب بين الحين والاخر من قصائد درويش .. الاثر الدرامي لاصحاب الخيال النضر .. فدرويش .. المنفي من كل شي .. والذي يحن الى الذكريات المسموعة .. الى السكينة والطمأنينه ما يربطه ببطل القصة .. كانهما عود ووتر ..
من أنا
بماذا أؤمن ؟ ولم أؤمن بهذه الاشياء ؟ وعن ماذا استطيع ان اتخلى؟ وما هو الخط الاحمر التي تعود فيها حياتي أدنى من القيمة المطلقة ؟ ما هي الوطنية الحقة؟ متى أكون مخلصا وغير منافق ؟ وهل لروحي مرفأ أرسو عليه ؟ ما هو دوري بين الناس ؟

مقتطف من الرواية ..
"اذهبوا انتم لسادتكم واتركوني سيدا على بقايا روحي"

عبقرية الكاتب في تحريك هذه الاسئلة في الوجدان .. بأنك عندما تغلق النور .. وقبل النوم .. ستسأل نفسك كل هذا .. علّ .. يوما ما .. يظهر فخر الدين ثان ..
العالم يحتاج من فخر الدين .. ليذكرنا .. ان الموت اصغر مشاكلنا ..

شكرا للذين لا يستخفون بعقولنا .. ولا بقيمة أرواحنا .. ولا بحقيقة أهمية وجوديتنا ..


View all my reviews