Sunday, September 4, 2016

Review: مقتل فخر الدين

مقتل فخر الدين مقتل فخر الدين by عزالدين شكري فشير
My rating: 4 of 5 stars

"طوبى للغرباء" ..
:)

مقتطف من الرواية ..

"بل نموت ونحن نحاول سد ثغرات القناطر بأيدينا"

لا أدري حقا ما فعله هذا الكتاب بي .. اعتقد ان عنوانه لا يعطيه حق قدره .. ولا يجعلك تتنبئ بالمحتوى الغني المستتر تحت كلمة "رواية" .. اعتقد ان هذه "الرواية" تقوم بالدور الموكل لها .. بان تطالبك بالتفكير .. باعادة مساءلة النفس عن دورها .. وعن الذي تمثله .. اقتنيت هذا الكتاب لاستمتاعي بكتابين للكاتب نفسه قبلا .. ولكن هذا الكتاب كان رسالة من رجل لا يعرفني .. يحرك المياه الراكدة داخلي .. ويطالبني بأن اجاوب عن سؤال بسيط .. ربما الكتاب عبارة عن "فشة خلق" .. وصوت يعلو .. يطالب بان يحقن في ورق .. ويقرأ على الملأ ..

"من أنت؟"
العمق الفلسفي والاخلاقي للرواية مخيف .. كل مرة تقرأ شيئا .. يدفعك ان تساءل نفسك .. الكاتب يعتمد على مناقشات وجدانية وجودية ازليه .. ترتكز على فهمه لسارتر .. قراءاته للامام الغزالي .. مناوشاته مع محمد منير .. فهمه للقانون .. نفحات من سير الانبياء مستترة موضحه الهدف من العمل .. فهم وتحليل عميق للمجتمع بتحولاته وتناقضاته وتياراته المختلفة السائرة بلا هدف .. وعن أهميه وجود شريك .. يقاسمك رغيفك الفكري .. واختلاجاتك العميقة بعيدا عن الزيف ..

مقتطف من الرواية ..
"
-سأجلس هنا قليلا يا عم
- الجامع سيغلق يا بني ،هيا
....
-سأظل هنا للصباح يا حاج، فليس لي مكان آخر أبيت فيه
-ممنوع يا بني . الجامع سيغلق"

لن الخص الكتاب .. ولن اطيل في مدح الاسلوب الروائي للكاتب ، يدخلك الكتاب بداية ما تعتقده بانه هلاوس احلام .. قصاصات تقرا من شخصيات مختلفه .. سرد من زمن اخر .. عن رجل .. نقي .. فحاسبه الناس على نقاءه .. وكان هو عبد لما امن به .. مستمتع الى الصوت الخافت الذي نسكته بحجة " الواقع" .. فعاش حرا .. وقتل كما يقتل الأحرار ..

مقتطف من الرواية ..
" شعرت أني لو تأقلمت على هذا السوء فسأفقد كل ما قد يكون جميلا بداخلي"

للنفحات التي كان يرسلها الكاتب بين الحين والاخر من قصائد درويش .. الاثر الدرامي لاصحاب الخيال النضر .. فدرويش .. المنفي من كل شي .. والذي يحن الى الذكريات المسموعة .. الى السكينة والطمأنينه ما يربطه ببطل القصة .. كانهما عود ووتر ..
من أنا
بماذا أؤمن ؟ ولم أؤمن بهذه الاشياء ؟ وعن ماذا استطيع ان اتخلى؟ وما هو الخط الاحمر التي تعود فيها حياتي أدنى من القيمة المطلقة ؟ ما هي الوطنية الحقة؟ متى أكون مخلصا وغير منافق ؟ وهل لروحي مرفأ أرسو عليه ؟ ما هو دوري بين الناس ؟

مقتطف من الرواية ..
"اذهبوا انتم لسادتكم واتركوني سيدا على بقايا روحي"

عبقرية الكاتب في تحريك هذه الاسئلة في الوجدان .. بأنك عندما تغلق النور .. وقبل النوم .. ستسأل نفسك كل هذا .. علّ .. يوما ما .. يظهر فخر الدين ثان ..
العالم يحتاج من فخر الدين .. ليذكرنا .. ان الموت اصغر مشاكلنا ..

شكرا للذين لا يستخفون بعقولنا .. ولا بقيمة أرواحنا .. ولا بحقيقة أهمية وجوديتنا ..


View all my reviews

No comments: