لحظة .. دامت اكثر مما توقعت ..

لم تكن لحظات الوداع مؤلمة كما توقعت .. 

ربما كانت غريبة .. حزينة .. مبلولة النهايات .. لكني لم اعتقد ابدا باني سأقضي كل هذا الوقت من دون لقائهم .. 

المثير للسخرية اني اذكر بأني اغادر لاخر مرة .. غير معنية بالشعور الذي كان يتصاعد داخلي شيئا فشيئا .. اني اغادر بلا عوددة .. احاول ان انقش الشوارع والحارات على جدران الذاكرة .. علي احتفظ بصورتها ( او ما تبقى منها) .. لاستحضرها في ليالي الوحدة والالم .. 

لا اذكر الكثير .. ولكني اذكر نظرات امي الاخير .. وعيناي اللتان عجزتا عن ذرف الدموع وهي تغيب عن بصري .. 

اذكرها وهي تحاول المشي الى اخر الشارع .. محاولة استبقائي باحتجاجات غير معلنة .. وصمت يصم الكون .. 

اذكر حضن ابي الاخير .. واذكر لحنا حزينا في صوت اخي .. ودمعة في عين الاخر .. 

نظرات عمتي المتوسلة الخائفة .. وهي ترسلني الى ما وراء الشمس .. 

لم استطع النوم تلك الليلة .. 

اذكر ذلك ايضا .. 

وصوت ارتطام عجلات الطائرة .. في مطار القاهرة ..