Saturday, June 9, 2012

الى صديقة ..


صديقتي العزيزة .. 

اذكرك .. وتبقى الريح تسير باتجاهك مسيرة لا مخيرة .. ويبقى الشوق والحنين اليك ملاذا اختبئ به من عالم لم ادرك انه وجد قط .. 

ابحث عنك هنا وهناك .. كظل اختفى مع غروب الشمس .. تسكنين موطنا اخر.. وكل ما هو انت ..  يمثل وطنا لاغراب مثلي .. لم يضعوا حقائب السفر بعد .. 

يسكنني السلام عند ذكر اسمك .. تلونين صوري القديمة .. وتتحدين مع الحياة لتصبحا رمزا لشيء واحد  .. 
كيف اصبحنا انا وانت الغربة والوطن .. لا يلتقيان الا اذا ابتعدا .. ولا يظهر احدهما الا بالابتعاد عن الاخر .. وفي المسافة الفاصلة بينهما .. يتولد الشوق والمودة .. كائنا لا يدرك الرحيل .. و لا يقترب الا مني وحدي !! 
اليوم .. في ظل وطن مادي هو هنا .. ووطن معنوي هو انت .. تشتت افكاري .. بين حرقة ودمعة تجبر على الرحيل .. وبين وطن حرمت منه فأخاف الا التقيه مرة اخرى قط .. 

ايسبب الرحيل من وطن الى اخر كل هذه المشقة ؟؟ 
وهل هو ضرب من الخيانة ان يكون لنا اكثر من وطن .. نحملهم داخلنا فلا يرحلون مهما ابتعدنا عنهم ؟ 
اهي سخرية من القدر .. ان يكون لي وطنان .. يؤلمني الوجود والصمت بأحدهما كما يؤلمني البعد والصمت عن الاخر ؟؟ 

اذكرك .. وتبقى الابتسامة غريبة غربة الدهر .. ويبقى لرغيف الخبز .. طعما مختلفا تماما مع كل منكما .. 
تخيلي ..
 ان للياسمين رائحة مختلفة ايضا في كل منكما ؟؟

اشتقت لان تلتقيا معا .. وتعود الشمس مركز لمجرتنا ثلاثتنا لتلتقي ظلالنا كما نلتقي .. 
وان نبتسم ثلاثتنا .. 
ملقين بجراحنا المهملة ليداويها الزمن .. وينسينا اياه الله .. 

دمت وطنا احمل عبقه مهما ابتعد .. 
ودام وطن .. احمل جراحه مهما كسر .. 

صديقة .. من الزمن نفسه .. 
ومن مكان اخر .. 
ليلى 

No comments: