Friday, June 8, 2012

عزيزي الوطن ... أما بعد



عزيزي ... الوطن .. 
أما بعد .. 

تصلني الأخبار المؤلمة عنك بشكل يومي .... وتبدو الدموع المذروفة رد فعل سخيف لما يجري حولي .. 
 اسمع انينك تحت اثار الحطام .. وبقايا الدماء .. 
و ارى الامل يلوح في سماء تحافظ على لونها على الرغم من كل يجري .. 
والموت يتظاهر في حضرة الشهداء !!
لسبب ما .. يتراقص الغرباء على جراحك ..
يحرقونك على معابد التضحية ..

وأنا .. في حضرتك ..
اقف مذهولة احيانا .. فاقدة للكلمات مرات .. وللتعاطف والاجساس مرات اكثر واكثر .. 
وترتعش صورة قديمة لك مسقطة على جدار الذاكرة ..
 كيف كنت .. 
ولسبب ما لا اعلمه .. يبدأ شيء غامض في داخلي بإزالتها .. 
ترتسم صورة اجمل .. تحمل من الحزن الجميل ما يجعلك تبتسم بعينين دامعتين .. 

كنت دوما غريبا عني .. وغريبة عنك  ..
اتوه في الكلمات التي تعبر عنك باحثة عن معناها .. عن صداها داخلي .. 
ارى الناس يتغنون بالوطن .. باشجار .. بسماء وزهر .. 
وكنت لا اراك .. 


الان .. اصبح لدي وطن .. 
الزيتونة .. شجرة مباركة .. 
السنبلة ترقص عند سماع اسمك .. 
والياسمين .. عبق لا يرحل  ..
أحدث كل هذا وذاك .. فقط لنراك ؟ 
لا ادري .. 
ربما .. أنت هناك منذ الازل .. 
كنز مدفون نبحث عنك دون جدوى .. 
نرحل عنك .. لنقترب منك اكثر .. 


اليوم .. 
فمهما كنا .. مهما بعدنا .. 
تقف في كل مكان .. نشتاقك .. نغنيك .. 
لحن مهموس كترتيلة سرية مقدسة .. 
لا تغادرنا متحدية كل أساليب النسيان .. 
عزيزي .... الوطن .. 
تأخرت كثيرا .. كثيرا ..
ولكني ..
أحبك .. 

ليلى 

No comments: