Monday, December 19, 2011

لحظة مسروقة .. من استعباد النسيان ..

اعود لاعتمر قلنسوة الذاكرة مرة اخرى .. بصورة فوتوغرافية قديمة مهمشة التاريخ .. الى تلك اللحظة ..
اقف في الزاوية مختئبة .. احاول استراق النظر الى السعادة التي كانت تسكن المكان بوجودك .. الى الحياة العبقة برائحة الامل .. والى مدينتي ..الى الياسمين والمطر .. ..
اذكر.. واتذكر .. بأن العمر كان معك لحظة مسروقة من استعباد النسيان .. واني خبأتك بين كتبي .. كرسالة حب استلمها مراهقة اول مرة .. اخفيك بين نوتات لحن شرقي اصيل .. وبين الميجانا .. والميجانا ..
جولاتهم رمت الذكريات في نهر دجلة .. فادعو ان يشق البحر مرة اخرى .. اعبر بك .. وينطبق عليهم بلا اثر ..ولكن .. ها أنا أجر اذيال خسائري .. ككل مرة ..
وتنقص من لوحتنا .. قطعة وقطعة ..
كنت صغيرة .. استيقظ كل يوم .. اراجع دروسي خوفا من ان انسى .. ..
اصبحت كبيرة .. وما زال الخوف يقف عند دكان الخضرجي ليحفظ الأمن والأمان .. فاقرأ عنك على ضوء شمعة .. في ظلمات المكان .. كي لا تهرب تفاصيل الذكرى ..
لافتة محل .. مقعد في الحديقة .. شجرة الليمون .. او صوت تسجيل يعزف .. من دون ان يدري .. لحنا اصبح اسطورتنا التي لا تذكر الا بعد المعوذات والاستغفارات ..
استغفر الله ..
اذكرك .. طبعا .. وكيف لا .. وانت تسكنني كقضية كبرى .. تسكنني .. وتطاردني كالاشباح .. في كل اغنية ..بين صفحات الجرائد .. وحتى العناوين الرئيسية ..
لقنوني انك العدو الاكبر .. وان احتفاظي بك كفر ولغط .. علموني .. ان الدين يحتقرك .. وان الدفء الذي كان يملأ بيتنا تأثيرات مسرحية .. وانه تم نفيك الى عالم الغيلان ..
وانك الذئب في رواية اخرى ..
قالوا .. بأنك سرقت الاحلام .. وقتلت الذكريات ..
قالوا .. بأنك مشعوذ وكافر
حطمت عالم السنافر
وحوكمت بالهرطقة ..
قالوا .. وقالوا .. وقالوا ..
وكل ما اتذكر ..
كيف يبتسم القمر عندما نقف معا في ساحتنا المفضلة ..
وان الشمس تشرق عندما تضحك ..
وان البرق والرعد .. هما حالتان كينونيتان من فكرة اشتياق..
ولازلت كل يوم .. استيقظ صباحا ..
واسرق الذكرى .. مرة من هذه الزاوية .. ومرة من اخرى ..

No comments: