أسفار الفراعين by عزالدين شكري فشير
My rating: 3 of 5 stars
" .. لأن الكمون واللعن اسهل من الحركة والمواجهة "
اعتقد ان هذه الرواية تمس الواقع المصري بشكل مثير للدهشة .. على الرغم من انها كتبت من اكثر من 15 سنة .. ولكنها الاقرب لما رأيت ..
تعتمد الرواية على الرمزية المطلقة في وصف الوضع .. بين احتضار يتسرب الى نفوس الناس .. انقطاع الامل ( شبهه بالموت) .. الفساد ( المتمثل بالعفن والطاعون والامراض الاخرى) .. التغافل .. عدم وجود وضوح لاشياء كثيرة ..
"وماذا يهم الوقت ؟ هل يحسب الوقت هنا بنفس المقاييس التي يحسب بها في بقية أنحاء العالم؟"
يحلل الكاتب الوضع بشكل مثير للدهشة .. على لسان ابطال مختلفين .. منهم وضعوا تحت المجهر .. ومنهم فقد الامل وبقي يعيش صامتا يرقب .. ومنهم من يحاول شرقا وغربا .. ويحارب كل طواحين الهواء ..
"وفي أثناء جمع الجثث نكتشف بعض جيوب الحياة التي ما زالت تقاوم"
لا تزال متعتي الكبرى في ربطها مع "مقتل فخر الدين" .. حتى لو من بعيد .. اعتقد ان رمزية الرواية جعلتها الاقرب الى قلبي بعد الرواية الاولى ..
اعتقد ان هذه الرواية تشكل مرجعا هاما ( كغيرها من كتب عز الدين شكري فشير) لتحليل الحالة النفسية لطبقات مختلفة من المجتمع المصري .. وتشكل عتبة مهمة في تحليل الوضع المعقد المتشابك .. الذي تحتاج الى سبر أغواره ان تكون مصريا اولا .. محبا لوطنك ثانيا .. وقارئا محايدا للطبيعة البشرية والضغوطات المختلفة التي يتعرض لها الفرد ..
"نحن يا حبيبتي جزء من هذا العفن وهو قد تغلغل داخلنا. هل تعتقدين أن هذه الاقنعة تحول بيننا وبين التلوث؟ نحن جميعا ملوقون حتى النخاع. نتكلم تلوثا ونتنفس تلوثا ونموت من التلوث. نحن ككل الآخرين فراعين."
ثم .. ليس لديك ملجأ آخر ..
" - انت ياله عاوز تخرج؟ "
"أخرج اروح فين يا بيه؟"
أعجبتني .. وجدا ..
View all my reviews
No comments:
Post a Comment