قناديل ملك الجليل by إبراهيم نصر الله
My rating: 5 of 5 stars
قناديل ملك الجليل ..
"القنديل الذي سترى في ضوئه العالم عليك أن تشعله بنفسك يا بشر!"
"هذه البلاد بلادك وبلادي يا سعد مثلما هي بلادهم . هذه بلاد كل من يجرؤ على الدفاع عنها ، أما الجبناء ، فلا بلاد لهم ، لأن جبنهم هو بلادهم الوحيدة التي باستطاعتهم ان يرحلوا اليها الآن ، دون اسف عليهم.."
اعتقد اننا ندين لانفسنا ان نقرأ التاريخ .. تاريخنا .. ان نعلم ما فيه حقيقة .. ان نتوقف عن ارتداء الماضي كحلية لا نعلم مما صنعت .. ولا كيف شكلت .. كيف تكون لازماننا الحالية نظير .. لا نعي مدى قربه مننا .. على الرغم من اختلاف سحنته ..
كنت قد سحرت بالطنطورية .. ورأيت رام الله عندما نصحني صديقي طارق كمال بقراءة "زمن الخيول البيضاء" .. وكعادتي .. رحت ابحث عن الكتاب الذي ( واعترف بجهلي هنا ) اكتشفت بعد حين انه الجزء الثاني من سلسلة "الملهاة الفلسطينية " .. وعلى الرغم من معرفتي ان الكتب منفصلة .. الا انني اعتقد اني اتخذت القرار الصحيح بقرائتهم بالترتيب ...
أولا .. فلسطين .. حقك علينا ..
اعتقد ان هذا الكتاب يبني صورة واضحة عما كنا عليه .. وعما تؤول اليه حالنا .. فما ان يناد مناد ببضع من القيم .. الى ان يظهر له اعداء ومحاربون ..
سيرة ظاهر العمر الزيداني الذي انشأ اول دولة عربية في سورية الجنوبية ( فلسطين ولبنان وجزءا من سورية) .. يجب ان تقرأ .. يجب ان نفهم ما يصنع الرجال .. وما يصنع القادة .. وما يصنع الرموز .. كيف لنا ان نتحرر من السطحية التي تغمر نفوسنا هذه الايام .. كيف تخرج من حلم تبنيه لنفسك .. لتحلم عن وطن .. كيف تبني وطنا ..
استمتعت بالرواية .. وبالعمق الفلسفي للكاتب برسم الشخصيات التي أحاطت بالشيخ .. وغنى التفاصيل التي رسم بها الحياة كما كانت .. ليس كماض مليء بالأمجاد .. بل بفكر رجل تحرر من عبوديته لنفسه ..امتلك رؤية عميقة .. وسعى الى تحقيقها .. رسم الكاتب خطوطا وطرقا تتبع للحرية .. البطولة .. العدل .. ومفهوم الوطنية .. اعتقد أن الكتاب تربوي يجب ان يلقن لشبابنا في سن صغيرة .. لتترسخ داخل نفوسهم حقيقة الحياة .. التداخل بين الطيبة والحقد .. الاخلاص والخيانة .. الحلم والعمل .. وكيف ان من يرسم لنفسه هدفا .. يبحث عن طرق لتحقيقه .. يصل .. ويصبح رمزا ..
اعجابي بهذا الكتاب ازداد عندما ظهرت كل مشاكل ذاك العصر الحقيقية .. تشابه ما نواجهه .. توضيحه ان تاريخنا ايضا ينضح بكل ما نواجهه الان .. وانه في نفس الوقت .. امتلىء بمن رغب بتقويمه .. ازالة غمامة "الماض السعيد الراق" .. والقاء الضوء على الحقيقة والمعاناة .. الفساد والضياع .. واساليب محاربتها .. محاولة اقتلاعها من الجذور .. دروس يجب ان ننظر اليها كحالات تستحق التحليل والفهم والتعمق في القراءة.. فهي .. على الرغم من قدمها .. واجهت مشاكل نعاني منها الان .. ونلقي احمالها على اناس كثيرة .. متناسين انفسنا ..
"الفرق بين الدجاج والبشر يا عثمان : أن البشر يعون ما هم فيه ، ولا يكتفون بما تكتفي الديوك"
التحليل العميق للعلاقات السياسية التي حكمت المنطقة .. والتحليل النفسي لتغير الولاء ضمن افراد العائلة الواحدة متأرجحة بين عيون النفس الانسانية بين الغيرة .. والحقد والطمع والجشع .. ما يملأ القلوب المحبة كرها .. والضغوط التي يتعرض لها البشر فتغير من طبيعتهم .. تختم على قلوبهم .. تعمي بيصيرتهم .. تاريخنا مليء بالدماء .. وللدماء حق علينا الا تكون بذلت من دون ان تضيف الى وعينا .. الى ما نفعل .. احتراما يدفعنا الى البحث عن الحقيقة المستترة .. وازالة سترة الكمال التي نلقيها
كل زمن له خياناته .. وله مناصروه ..
وعلّنا ان حاولنا فهم التحديات التي واجهها ظاهر العمر الزيداني .. ونجاحه في زمن الخيول والسيوف في ان يحقق ما لا نستطيع تحقيقه الى الان .. نجد شعاعا من النور نزيل عتمة ما نعانيه في ظلمة جلهنا .. قد يحمل التاريخ حلولا .. لا يصدقها المستقبليون ..
View all my reviews
No comments:
Post a Comment