Monday, October 10, 2016

Review: غرفة العناية المركزة

غرفة العناية المركزة غرفة العناية المركزة by عزالدين شكري فشير
My rating: 3 of 5 stars

"أين هذا من الحلم الأول؟ متى فقدت الأمل في الحلم وقبلت الواقع؟ ما هي اللحظة الفاصلة بين أنا القديم، ذلك الحالم الساعي لتغيير العالم، وبين أنا الذي صرت ؟ "
نحن كلنا نولد بأحلام نريد نحقيقها .. رغبات وآمال نعلقها على غد نتظره أن يأتي ..

ما تفعله بنا خيبات الامل وانكسارات الحياة .. خضوعنا .. مقاومتنا الضعيفة .. تخلي من تمسكنا به .. كله يودي الى نهاية لا تشبهنا ..

"كل ذلك أصبح غير ذي معنى، لم يعد يهمني . فقدت القدرة على الانفعال، على الحزن وعلى الفرح سواء . انفجر قلبي داخلي، ثم سكن الغبار وانتهى الأمر" .
في غرفة العناية المركزة .. يوجه الكاتب الدفة .. يعود به الى الماشي ليسرد لنا حياة الأشرار في الرواية (من الواقع المصري المعقد ) .. وكيف أصبحوا أشرارا .. كل واحد منهم شرير في قصة اخر ..
لكل كل شرير قصة .. عندما تبحث في تفاصيلها .. تتعاطف معه .. مع أسبابه .. وتقنع نفسك بأن لن تكون كذلك .. وكذلك فعل الشرير .. شيء يسرق قدرته على تحقيق الحلم .. شيء يؤذي طيبته .. شيء يخدش ثنايا روحه .. يخاف .. يتألم .. يرفض الاحساس بالاختراق وعدم الامان .. يرفض الاستسلام والضعف لانسانيته .. يحتاج الى أن يرمم البقايا .. فيرتدي درعا بينه وبين ما تمسك به مما سلم بأنها "مبادئ" .. فخانته وطعنته في ظهره ..
اربع شخصيات مختلفة .. حقيقية توجد في كل زمان ومكان .. شخصيات مكررة نمطية .. قد نجدها كلها يوم .. نعلق عليها خراب الامة والديار .. حسب "المنحى " الذي نتخذه .. ونعتبرها أشرارا .. نضعها على محرقة المثاليات التي "لن" نقبلها يوما ( ونحن مخادعون ومبررون لانفسنا كالعادة عندما يحصل .. وسيحصل" ) ومنافقون الى النخاع .. ما الذي أوصلهم الى ما فيه .. الصدفة .. الاختيارات .. الانكسارات .. التنميط ... القواعد الغير مدروسة .. النفاق الاجتماعي .. الاحتياج الى السلطة .. مظاهر الانسانية التي نرفضها .. وهي ما اكثر ما يميز انسانيتنا من الرغبة والاحتياج والضعف والخوف .. واكثر ما نغطيه ونخجل من وجوده .. ونرفض التعامل مع حقيقة وجودها اليوميه .. ونتمسك بالجزء الملائكي الذي لا يحتاج الى رعاية .. ونظهره ونسلط عليه الضوء .. هذا الخلل في التعامل مع انفسنا .. خوفنا من فهم انكساراتنا .. يفقدنا فهمنا للاخرين .. ويفقدنا ايماننا بقدرتنا على التغير .. والتغيير .. وبالتالي ما نسعى اليه يزول .. ولا يشبعنا ..
مع كل سقوط .. تصمت الروح وتجف .. مع كل مرة نخون صوتنا القادم من اعماقنا .. يخفت الى ان يتوقف .. ومع كل مرة .. ننسى مسؤوليتنا من الحدث .. نجد انفسنا نغرق أكثر وأكثر .. الى ان تتغير الحقيقة بأيد اصبحت كأنها لم تكن لنا ..

لا زلت احب "مقتل فخر الدين" أكثر .. ربما لاني احاول ان ابقي على أحلامي علها تنجو من "غرفة العناية المركزة" ..

View all my reviews

No comments: