أثقل من رضوى: مقاطع من سيرة ذاتية by Radwa Ashour
My rating: 4 of 5 stars
"إنّ كلّ كتاباتي الروائية محاولة للتعامل مع الهزيمة" " الكتابة محاولة لاستعادة إرادة منفية "
رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
كتابها الذي ينقل الثورة بصورتها الإنسانية وتفاصيلها الصغيرة التي لا يعرف كل منا إلا جزءا صغيرا .. إما من وسائل إلاعلام .. أو من عاصرها حقيقة .. مضفيا البعد الإنساني الحقيقيّ الذي يتجاهله التاريخ عادة ..
السيّدة رضوى .. لا أدري لم يتبادر إلى ذهني ( بعد قرائتي لهذا الكتاب) الفكرة التي قد تدور في ذهنها بعد مناداتي لها ب"السيّدة " .. التقدير الشديد على احترامي لها مصحوبا بالخجل ، استفسار داخلي عن سبب مناداتي لها بالسيّدة وليس بالدكتورة ( كما يفعل الغالبية) .. وشعور إضافي بدرجة استحقاقها لهذه الكلمة التي تحمل أبعادا في اللغة العربية تتجاوز تأنيث واحترام سيدة بلغت من العمر أن تدعى بسيدة ..
رغم أن محاولتي ستبدو ساذجة لوصف شخصية لم التق بها إلا عبر صفحات الكتب وبعض المقإلات .. ولكنها تتحول بشكل ما إلى مربية فاضلة تعرف كيف توجهك في اعادة قولبة حياتك ووضع ما يهم أخلاقيا في قطب تتحرك حوله الأشياء الأخرى (وليس مركزا .. فتعدد إلاقطاب لا يلغي مركزيتها حول ما تدور حوله) .. تحمل بين طياتها الأنوثة والرقي .. الأدب والتربية ودقة العلم.. الأم والإنسانة ..
السيّدة رضوى في كتابها هذا تنقلنا عبر مشاهد مقتطفة من حياتها الشخصية – التي أعلنت عدة مرات خلال الكتاب أنها لا تنفصل عما يحدث حولها – بل هي نتاج عمّ كان وما يحدث الآن وما سيكون .. انتقالها بين أحداث مختلفة ومشاهد من ماض عاصرته .. وتحليلها إياه في مشهد معاصر .. يعلمنا كيف نقرأ ذكرياتنا وما نقرأ بحرص عن أنفسنا .. وفي نفس الوقت .. يمدنا برؤية أوسع لفهم ما نراه في الصغار الذين نراهم الآن .. نقرأ مواهبهم التي تبدو ك "عفرته" .. ونفهم احتمالات مستقبلهم التي تبدو ك "شقاوة" ..
تسير بنا السيّدة عبر كتابها بين حالتها الصحية التي بدأت تتغير، ضمن مسرح مرسوم من أحداث الثورة المصرية من بداياتها إلى تاريخ إنهاء الكتاب في مايو – أيار- 2013 .. تنتقل بنا عبر أزمنة مختلفة وأحداث على الصعيد الشخصي أو الأممي ( اذ انتقلت بالذاكرة عبر أحداث مختلفة في بلدان عربية مختلفة أيضا) ، وتأثيرها على المخزون الفكري الذي امتلأت به .. عن تفاقم حجم إلانتهاكات .. محاولات التصدي الجمعية التي لم تعد تظهر في ظلام الأيام .. وتحليل لمشهد سياسي بعينين قارئتين تنقبان عن أثار للأمل .. كلّه بعفوية فيّاضة ودقّة علميّة مثيرة للإعجاب .. أجل أعرف أنها حائزة على شهادة الدكتوراة .. ولكن كم يملكها من الأفراد من غير استحقاق .. أتكلم هنا على الوسع في المعرفة .. وتجاوز الحالة الأحادية في الفهم لمجال ما .. بل امتداد هذا الفهم إلى علوم اخرى .. وإسقاط فريد من نوعه على أبعاد مختلفة من الإبداع الإنساني .. يتجلى ذلك بشكل واضح من خلال شرح رحلاتها الفكرية للوحات مختلفة – والتي طالبتنا في الكتاب ان نبحث عنها – ومقارنتها بما تراه بشكل يومي في الشوراع المصرية ايام الثورة .. لتشد انتباهنا اننا نعاصر - ما سيعتبر يوما ما - ذروة الإبداع في سنة معينة .. وما حملته من معان مرتبطة بفكر جمعي – أو فردي بعض الأحيان – وكيف بني على أحداث متراكمة وأصول تاريخية واجتماعية مختلفة ..
" ما يشغلني هو تأمل دفق الحياة من زمن إلى زمن، ومن جيل إلى جيل تال، يهدر بقانونه الخاص، ويكتسب صفاء وقوّة كلما حرص على استقلاله"
رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
لا اعتقد اني فهمت أبعاد اهمية الثورة التونسية حقا إلا بعد قرائتي لوصف الحالة الذي قامت به عن الأحداث الأولية للثورة .. وجملة " لأننا هرمنا" "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" .. ويستيقظ سؤال صامت من سباته داخلي .. ما الذي سنهرم من أجله نحن .. ما هي اللحظة التاريخية التي سنقف عندها لنكرر عبارة الرجل الأشيب .. ما الذي نحمله داخلنا ونسير به الآن ..؟
- ملحوظة لنفسي : سأسألك عن الثورة التونسية عندما نلتقي .. أريد أن أراها في عينيك ولا أريد ان اقرأها ككلمات مجوّفة ..-
حوّلت السيّدة رضوى كلا من تميم البرغوثي ومريد البرغوثي ..من الشاعرين والأديبين ورموز لقضايا وجدانية الى تجربة انسانية غير مستحيلة – لتملأنا بالأمل مرة أخرى - .. إلى الابن والزوج .. أعادت رسم صورتهما بالنسبة إلى قرّاء مثلي .. إلى شخصيات حقيقية تحاول ان تخرج ما امتلأت به من ثقافات الغربة والنفي والفقد والعلم والشعر والأدب .. إلى ابن ووالده قلقان على الأم والزوجة المتمثّلتين في شخصية السيّدة رضوى .. أعادت إليهما البعد الإنساني الذي يحرم منه الأبطال والشعراء وكلّ من حمل شعلة قضيّة .. إلى ما يجعلهم أقرب إلى كل فرد مننا .. يحمل الخوف ويجابه قرارات ومواقف صعبة .. يقف في كثير من الأحيان منتظرا تدخلا إلهيا ليخفف عنه ثقل اللحظة ..
"لكنّ بعض الشعر والموسيقى يأتي إلينا محمّلا لا بالفنّ وحده بل بتاريخنا الخاص والمشترك، وذاكرتنا وذكرياتنا، فنحبّه لأننا نألفه ولأنّه منّا."
رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
تتحدث السيّدة رضوى عن القاهرة التي ألفتها .. أنا الفتاة السورية التي امتلأت بمصر إلى حد الثمالة واعتقدت بأني أجدت لهجتها العربية وفهمت حقيقة وقوّة شعرها العامي وثقافة عربية الفول والانتظار اللانهائي في المواصلات .. تذكرني بالحقيقة حين تعود بي وتبرز حنيني القاتل إلى كل ما مثلته ... إلى مصر لم اعرفها .. لم أكن ايام الثورة آنذاك .. ولا الأيام التي وصفتها بدقة وتفرد عال .. ليس سجلا تاريخيا فقط .. بل حوار بين النفس والحدث التاريخي الذي تعاصره .. فشعرت اني لم – ولن- أفهم الحقيقة كاملة .. وأن الفسيفساء أعقد مما تبدو عليه .. وأن الزيارة واجبة وحقّ مشروع .. واحتياج لن أتنازل عنه ..
قرأت اسماء الكثيرين من الشهداء والأفراد الذين شكّلوا لحظات ذروة في تلك الفترة .. بحثت عنهم .. وألفت صورهم .. تنقل السيّدة أيضا حروبا قام بها أساتذة في الجامعة .. أصدقاء وزملاء لها .. طلاب لها .. وأفراد آخرون رسمت صورهم دون أن تعرف اسمائهم .. نقلت صورة أصرّت أن نكمل فراغاتها بالبحث .. وذلك كلّه عبر مونولج داخلي عالي الصوت احيانا .. ممتلئ ومشحون بالتوتّر .. وباحث عن منافذ الضوء المبهمة ..
".. هي محاولة، على ما أظنّ، لغربلة الأمور داخلي وإيجاد حل لكيفية التعامل مع سيل من الأحداث أقف أمامه متسائلة إن كانت محاولة مواكبته لا تخلو من حكمة أم هي ضرب من الحماقة والجنون"
رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
وصفها للوحات بيكاسو وسيكروس .. انتقالها بين عدد من الفنانين العرب سوريين ومصريين وفلسطينين وعراقيين .. أسامي الشعراء والكتّاب في هذا الكتاب .. مدخل إلى عالم مختلف لم أكن على دراية بقوة فنهم والرسالة التي ينقلونها إلى أن رأيتهم بعينيّ السيّدة .. كلّ الأسامي هذه دونتها ومازلت أبحث عنها .. كنوع من العرفان بالجميل والخجل بضيق المعرفة والثقافة ..
كي لا نُنسى .. يجب ألا نَنسى ..
لوحة بيكاسو "غيرونيكا" . وسيكروس "لا اميريكا تروبيكال" . وربطهم مع الجرافيتي المصري الذي انتشر أيام الثورة .. يحتّم علينا ألا نغمض أعيننا، نحن نعاصر لحظات تغير تاريخية في فن أممي مرتبط بعمق مع حالة الشعوب .. أعتقد ان وصفها لحالة حامل الجريد الذي رأى جرافيتي يشبهه .. تبعث في النفس سؤالا خجلا عن الجريد الذي نحمله نحن ..
"لم يكن الجرافيتي مجرد فعل مواكب للثورة يعبر عن مطالبها ويوثق يومياتها وحوليّاتها في مسار مواز فحسب، بل كان جزءا من مجراها" رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
عن نقلها لإحدى الجمل التي كتبها محمد أبو الغيط في مدونته عن أحد الشباب واسمه "يحيى" صورة لا أدري إن كانت تحمل وعيا آنيا .. أم فهما للمسؤولية يفوق ما ندعوه بالـ"التعلم" .. أم – لسذاجتي- محض مصادفة ..
"دون ان يدري قال يحيى بالحرف ما قاله آخر بنفس ظروفه لفتاة أصرّ على سحبها بعيدا عن موقع المواجهات:" إنت شكلك بنت ناس ومتعلمة، خلّونا إحنا الفقرا نموت عشان لما الدنيا تهدى يفضل المتعلمين اللي يقدروا يفيدو البلد"
محمد ابو الغيط نقلا من مدونته رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
من رثاء تميم البرغوثي لمحمود درويش .. مرتجلا .. ومترجما لحياته وهدفها .. " .. فالأوطان تؤسس في الخيال قبل أن تؤسس في الحقيقة .. لا يكون الناس شعبا .. إلا إذ تكونت في بالهم وخيالهم صورة عن أنفسهم وسعوا سعيّا أن يكوّنوها .. وهذه الصورة ينشئها الشعراء إنشاء، ينشئها المثّالون والرسّامون والمؤرّخون والشهداء .. "
رضوى عاشور – أثقل من رضوى
السيّدة رضوى .. تلك المربيّة الفاضلة .. تلقي بكلمات ملأت بها "سلالها من الأمل " – كما تسميهم- خلال الكتاب .. من أوقعها بالنسبة لي : الحوار الذي قام به تميم مع الدكتور دافيسون الذي كان مسؤولا عن احد عملياتها الجراحية ..
" فعاجله تميم بالسؤال : ماذا إن لم تنجح المحاولة فرد عليه دافيسون: عليّ أن أفكر في حلّ، أليس كذلك؟! "
رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
والثاني في ذيل الكتاب :
" .. استحضر المشهد حين يراودني اليأس، أقول لنفسي: لا يصّح ولا يجوز لأنني من حزب النمل. من حزب قشّة الغريق، أتشبث بها ولا أفلتها أبدا من يدي."
رضوى عاشور – أثقل من رضوى ..
الذاكرة التي لا يحقّ لأحد أن يهمّشها .. والأحداث التي لا يجوز للتاريخ أن يغفلها .. حماة وحرّاس .. السيّدة رضوى عاشور تنتمي الى حزبهم ..
View all my reviews
Just a crossing thought !! فكرة عابرة ..
شوية افكار .. كتيير كتيير مخربطة ..! Messy Messy Thoughts !
Sunday, June 4, 2017
Wednesday, February 15, 2017
Review: The Monk Who Sold His Ferrari: A Fable About Fulfilling Your Dreams & Reaching Your Destiny
The Monk Who Sold His Ferrari: A Fable About Fulfilling Your Dreams & Reaching Your Destiny by Robin S. Sharma
My rating: 5 of 5 stars
The Monk who sold his Ferrari by Robin S. Sharma.
“You see, John, books don’t actually teach you anything new.”
“Really?”
“Really. Books simply help you see what is already within yourself. That’s what enlightenment is all about.”
That simple conversation went between the main characters describes it all ...
I’m not going to write a full review about this book or its contents ... I’m just going to highlight few points that took me to another dimension of being ... Maybe ... you’ll be interested enough to take the next train ...
the book is easy to read ... though my personal attitude toward self-help books or self-motivation books has always been “I HATE THEM” ... I don’t think that after this journey with this book I can keep that attitude.
If you just dropped your ego, tried to actually just enjoy the read, and reflect on yourself, maybe some answers of your endless questions will be answered, it’s a light journey to self-discovery ... that we all-somehow- seek ...
“Within you lies the sun, the moon, the sky and all the wonders of the universe. The intelligence that created those wonders is the same force that created you. All things around you come from the same source. We’re all one.”
These books make me link between different rituals of different religions ... the decode the philosophy beyond these rituals, the values and virtues they add to one’s life and then the outcome of it ...
One of the most interesting thoughts was the importance of the “NOW” ... and how by neglecting this factor, we lose the power over the past and the future. By living the now in the right sense, you correct the mistakes of the past, and build the future that lies in the distant horizon ... so as he said “Never Put off Living!”
Being thankful, appreciative and aware of the blessings surrounding you, however small they are, allows you to tap the momentary happiness that revives the soul and baths it in the sea of hope. “The art of gratitude” ... and the potential that unlocks the secrets of details ...
Enjoy the possibilities that an empty cup gives you ... and Belief in the good that exists ...
View all my reviews
My rating: 5 of 5 stars
The Monk who sold his Ferrari by Robin S. Sharma.
“You see, John, books don’t actually teach you anything new.”
“Really?”
“Really. Books simply help you see what is already within yourself. That’s what enlightenment is all about.”
That simple conversation went between the main characters describes it all ...
I’m not going to write a full review about this book or its contents ... I’m just going to highlight few points that took me to another dimension of being ... Maybe ... you’ll be interested enough to take the next train ...
the book is easy to read ... though my personal attitude toward self-help books or self-motivation books has always been “I HATE THEM” ... I don’t think that after this journey with this book I can keep that attitude.
If you just dropped your ego, tried to actually just enjoy the read, and reflect on yourself, maybe some answers of your endless questions will be answered, it’s a light journey to self-discovery ... that we all-somehow- seek ...
“Within you lies the sun, the moon, the sky and all the wonders of the universe. The intelligence that created those wonders is the same force that created you. All things around you come from the same source. We’re all one.”
These books make me link between different rituals of different religions ... the decode the philosophy beyond these rituals, the values and virtues they add to one’s life and then the outcome of it ...
One of the most interesting thoughts was the importance of the “NOW” ... and how by neglecting this factor, we lose the power over the past and the future. By living the now in the right sense, you correct the mistakes of the past, and build the future that lies in the distant horizon ... so as he said “Never Put off Living!”
Being thankful, appreciative and aware of the blessings surrounding you, however small they are, allows you to tap the momentary happiness that revives the soul and baths it in the sea of hope. “The art of gratitude” ... and the potential that unlocks the secrets of details ...
Enjoy the possibilities that an empty cup gives you ... and Belief in the good that exists ...
View all my reviews
Wednesday, November 23, 2016
Review: زمن الخيول البيضاء
زمن الخيول البيضاء by Ibrahim Nasrallah - إِبراهيم نصر الله
My rating: 5 of 5 stars
الشرف .. والخيول .. وزمن الخيول البيضاء ..
اعتقد ان سلسله الملهاة الفلسطينية سترافقني في ايامي القادمة .. استمتع بكل ما يكتب ويقال .. الكاتب الرقيق الذي يسرد حكايا وطن .. اقرأ عن الشعب الذي نسي بين طيات التاريخ ، فأجد نفسي نهمة لاعرف المزيد .. هذه السلسلة ليست فقط سلسلة أدبية تملك دقة في الوصف ورقة في استماله القلوب .. بل هي الحكايا المنسية لبطولات افراد في مواقف مختلفة .. حكايا الذين لا يكتبون في التاريخ .. قاموا وفعلوا .. وحكايا عن البشر .. عن الطباع المختلفة الحقيقة التي توجد في كل مجتمع ، ونحاول تنميطها او تجاهلها ، او يسقطها التاريخ على اعتاب الامراء والمنتصرين ..
"وتذكر ان من تعرفه الخيل لن يجهله الناس"
التمثيل الاعلى .. واعادة اسقاط صفات نبيلة تتمتع بها الخيول على مجتمعات سكنت أرضا اسمها فلسطين .. تأبى الا ان تعود من الماضي لتذكرنا بما كان عليه .. بحقيقته وتناقضاته .. بالحكمة والعزة .. والخبث والخيانة .. بتجليات النفس البشرية التي يجب ان نعيها قبل ان نكبر الجميل منها ونذم القبيح ..
" رجلا ملتفا على نفسه كان، رجلا مجدولا يحاول منع أي صوت للألم الذي يعتصره من الوصول للخارج ."
ابراهيم نصر الله برقته .. يصف حالة انسانية مستترة بين الضلوع ..
"إن كنت تخشى ان تفقدها، فالمرء لا يستطيع أن يفقد شيئا هو في الاصل لغيره ، وإلا سوف يعذب نفسه مرتين ، مرة بجهله ومرة بفقدان ما ليس له "
"وما دام قرر الانسان ان يعطي ، فليعط افضل مالديه "
يحدثك الكتاب في بداياته .. عن شاب صغير .. تحركت روحه للدفاع عن شرف "خيل بيضاء" استجارت به .. ووصل في نهاية الكتاب الى رجل دافع عن كرامة وطن .. لم يتنازل عن حربه .. يحكي لك كيف يتحول "فتى" الى "رمز" .. ويعلمنا كيف نسير على خطاه .. طفولة .. عشق .. رجولة .. أبوه .. كيف ان الانسان لا يعلو الا اذا سمع نداء داخله فأنصت له .. استجاب لروحه بما يراه حقا .. فسمت به الى أبعد مما عرف عنه ..
لا يتوقف فقط عند سرد أهمية الرجولة .. بل لقوة المرأة ودورها وصنيعا نسج جزءا كبيرا من الرواية .. مئات من القصص الصغيرة عن بطولات يومية او بطولات تسيطر على عمر باكمله .. حبها وجبروتها .. طفولتها واحتوائها .. وايمانها وضعفها ..
ان تبحث عن عادات فلسطينية .. اهازيج .. عن الارث الاجتماعي المنقول .. ابحث في هذه السلسلة .. هو لا يسردها .. بل تفهم العلة من الكلمة في الاغنية .. واساليب الخطوبة والزواج .. وحتى ما قوم المجتمع الصغير .. والعلاقات الضمنية التي لم يخلق احتياج لصياغة قوانينها .. ورثت ام وضعت في الطعام لا ادري .. ولكنها كانت تناسب حالة العصر وطريقة التفكير التي سردت في سطور الكتاب ..
تقرأ بين سطوره كيف كان التعايش الديني في أوجه .. كيف ان الله للجميع .. وايمان كل واحد ومعتقداته له .. ما تفعلون بهذا الايمان .. هو ما يهم..
- "ولكننا يا حاج لا نعرف شيئا مما حصل، وليس لنا ذنب فيما يفعله عساكره .
- أعرف هذا، ولكن ذنبكم انكم قبلتم أن يكون مثل هذا الظالم سيدا عليكم"
لا يكتفي الكتاب بان يروي لنا كل هذا الزخم من الزينة التي تنقش في الذاكرة .. بل يسرد لنا بهدوء كيف تسلب الحقوق .. وكيف ان الانسان يبحث عن قشة لينقذ بها احلامه .. كيف تكالبت الاحداث .. وكيف ان القصاصات من الخيانات الصغيرة والكبيرة اجتمعت بشكل يبدو لنا عشوائيا في البداية ، وتحولت الى اعلان لدولة اسرائيل على أرض نسي اصحابها .. او ذبحوا .. او مسحوا .. من يذكر اسماء مقابل ارض ؟
"لقد اعتبرناكم خسائر حرب "
- "ماالذي يمكن أن نفعله؟ كان السؤال الوحيد الذي يتكرر.
- افعلوا أي شيء إلا الاستسلام"
شكرا ل #ابراهيم_نصر_الله
View all my reviews
My rating: 5 of 5 stars
الشرف .. والخيول .. وزمن الخيول البيضاء ..
اعتقد ان سلسله الملهاة الفلسطينية سترافقني في ايامي القادمة .. استمتع بكل ما يكتب ويقال .. الكاتب الرقيق الذي يسرد حكايا وطن .. اقرأ عن الشعب الذي نسي بين طيات التاريخ ، فأجد نفسي نهمة لاعرف المزيد .. هذه السلسلة ليست فقط سلسلة أدبية تملك دقة في الوصف ورقة في استماله القلوب .. بل هي الحكايا المنسية لبطولات افراد في مواقف مختلفة .. حكايا الذين لا يكتبون في التاريخ .. قاموا وفعلوا .. وحكايا عن البشر .. عن الطباع المختلفة الحقيقة التي توجد في كل مجتمع ، ونحاول تنميطها او تجاهلها ، او يسقطها التاريخ على اعتاب الامراء والمنتصرين ..
"وتذكر ان من تعرفه الخيل لن يجهله الناس"
التمثيل الاعلى .. واعادة اسقاط صفات نبيلة تتمتع بها الخيول على مجتمعات سكنت أرضا اسمها فلسطين .. تأبى الا ان تعود من الماضي لتذكرنا بما كان عليه .. بحقيقته وتناقضاته .. بالحكمة والعزة .. والخبث والخيانة .. بتجليات النفس البشرية التي يجب ان نعيها قبل ان نكبر الجميل منها ونذم القبيح ..
" رجلا ملتفا على نفسه كان، رجلا مجدولا يحاول منع أي صوت للألم الذي يعتصره من الوصول للخارج ."
ابراهيم نصر الله برقته .. يصف حالة انسانية مستترة بين الضلوع ..
"إن كنت تخشى ان تفقدها، فالمرء لا يستطيع أن يفقد شيئا هو في الاصل لغيره ، وإلا سوف يعذب نفسه مرتين ، مرة بجهله ومرة بفقدان ما ليس له "
"وما دام قرر الانسان ان يعطي ، فليعط افضل مالديه "
يحدثك الكتاب في بداياته .. عن شاب صغير .. تحركت روحه للدفاع عن شرف "خيل بيضاء" استجارت به .. ووصل في نهاية الكتاب الى رجل دافع عن كرامة وطن .. لم يتنازل عن حربه .. يحكي لك كيف يتحول "فتى" الى "رمز" .. ويعلمنا كيف نسير على خطاه .. طفولة .. عشق .. رجولة .. أبوه .. كيف ان الانسان لا يعلو الا اذا سمع نداء داخله فأنصت له .. استجاب لروحه بما يراه حقا .. فسمت به الى أبعد مما عرف عنه ..
لا يتوقف فقط عند سرد أهمية الرجولة .. بل لقوة المرأة ودورها وصنيعا نسج جزءا كبيرا من الرواية .. مئات من القصص الصغيرة عن بطولات يومية او بطولات تسيطر على عمر باكمله .. حبها وجبروتها .. طفولتها واحتوائها .. وايمانها وضعفها ..
ان تبحث عن عادات فلسطينية .. اهازيج .. عن الارث الاجتماعي المنقول .. ابحث في هذه السلسلة .. هو لا يسردها .. بل تفهم العلة من الكلمة في الاغنية .. واساليب الخطوبة والزواج .. وحتى ما قوم المجتمع الصغير .. والعلاقات الضمنية التي لم يخلق احتياج لصياغة قوانينها .. ورثت ام وضعت في الطعام لا ادري .. ولكنها كانت تناسب حالة العصر وطريقة التفكير التي سردت في سطور الكتاب ..
تقرأ بين سطوره كيف كان التعايش الديني في أوجه .. كيف ان الله للجميع .. وايمان كل واحد ومعتقداته له .. ما تفعلون بهذا الايمان .. هو ما يهم..
- "ولكننا يا حاج لا نعرف شيئا مما حصل، وليس لنا ذنب فيما يفعله عساكره .
- أعرف هذا، ولكن ذنبكم انكم قبلتم أن يكون مثل هذا الظالم سيدا عليكم"
لا يكتفي الكتاب بان يروي لنا كل هذا الزخم من الزينة التي تنقش في الذاكرة .. بل يسرد لنا بهدوء كيف تسلب الحقوق .. وكيف ان الانسان يبحث عن قشة لينقذ بها احلامه .. كيف تكالبت الاحداث .. وكيف ان القصاصات من الخيانات الصغيرة والكبيرة اجتمعت بشكل يبدو لنا عشوائيا في البداية ، وتحولت الى اعلان لدولة اسرائيل على أرض نسي اصحابها .. او ذبحوا .. او مسحوا .. من يذكر اسماء مقابل ارض ؟
"لقد اعتبرناكم خسائر حرب "
- "ماالذي يمكن أن نفعله؟ كان السؤال الوحيد الذي يتكرر.
- افعلوا أي شيء إلا الاستسلام"
شكرا ل #ابراهيم_نصر_الله
View all my reviews
Thursday, November 17, 2016
ولدت هناك، ولدت هنا by Mourid Barghouti - مريد البرغوثي
"الطريق يزداد وعورة..
أكتافنا تتلامس مع كل اهتزاز .. "
رواية نثرية أخرى ، تأخذني بعيدا في عمق الوجع الفلسطيني واحلامه .. بين تاريخه وانطباعات انسانية .. وأحلام تحكمت في مسارها ادارتها السياسات والمصالح العالمية .. تسرق الرواية جزءا من خيالك لتقيم لنفسها كيانا ضمن جدران ذاكراتك التي تختزن كل شيء .. مقتطفات من أخبار سمعتها يوما .. او مشاهد عبرت أماك في نشرة الأخبار لم تلق لها بالا في انتظار المسلسل المكسيكي المترجم ..
يسرد السيد مريد رحلته مع ابنه تميم الى الأرض الفلسطينية .. للحصول على حقه في الهوية الفلسطينية .. ونعبر معه لا الحدود الجغرافية فقط .. ولا معابر الاحتلال ونقاط التفتيش .. ولا الصور المختلفة التي تنطبع في حقيقتك كوجود تستطيع ان تتلمسه بيديك.. بل كل الحدود التي بنيت داخله .. كل ما أثار داخله المشاعر الانسانية القوية والواهية .. استحضاره للذاكرة .. او محاولته لملئ تجاويفها التي تسقط من الذاكرة بعنف .. او بصمت .. او التي تتلاشى وفقط ..
هل أوجعك القلق يوما ؟ "
"الخيال لا يلغيه أي واقع. فالواقع الذي يباغتنا سرعان ما يستولد في البال خيالا آخر. وأكاد أسأل هل هناك ((حقيقة)) خارج ((الخيال)) الإنساني؟ وتحيرني الإجابة. "
"ألا يبدو قلقي سخيفا ومخجلا اذا ما قورن بعذابات شعبي المزمنة؟
.....
أريد أن اتعامل مع مشاعري القليلة الشأن التي لا يسمع عنها العالم أبدا، أريد أن اؤرخ لحقي في القلق العابر والحزن البسيط والشهوات الصغيرة والأحاسيس التي تومض في القلب لمحا ثم تختفي. أنا لا أقول إن قلقي مبرر ولا أعتذر عنه. إنه قلقي وكفى. أنا أتحث عنه كما هو. لا أريد شيئا من أحد. لا أستغيث ولا أريد عونا ولا تعاطفا بل أريد أن أتحسس داخلي لأعرفه وأصغي لصوت نفسي فأسمعه وأريد أن أورخ لما لن يؤرخه أحد نيابة عني. أريد أن أنقش أصغر مشاعري بإزميل على حجر بجوار الطريق... " "
صفحات الكتاب مرآة لانسانية الشاعر التي عرّيت انسانيته بشدة على مراحل مختلفة .. ولأسباب مختلفة .. فتستطيع ان ترسى المسميات كال " الغضب" .. وال " الحب" .. وال"الحنين" .. مرسومة واضحة لا شيء يسترها .. سوى .. احيانا .. جرائد قديمة وعناوين اخبار حركتها نسمات الذاكرة التي تأبى أن تهدأ ..
ينمو احتياج حقيقي للمنفي والغريب بفهم أدق مشاعره وأرهفها .. بمعاصرتها والاعتراف بوجوديتها كي لا تنسى .. ولا ينسى ..
"المسألة ليست في التعلق الرومانسي بالمكان، بل في الحرمان الأبدي منه"
أن تكون منزوعا من جذورك ، غير قادر على العودة الا لوطن رسمته داخلك .. تتلمس ما ترسمه انت لملئ الفجوات المختلفة التي تحدثا رصاصات الزمن .. انت في رحلة بين معالمه ومعالمك اللذان تشابها ثم تداخلا .. فلم تعد ترى الحدود .. انت وطنك الذي تحمله .. بنقصانكما وتكاملكما معا .. بخجلك امام ضعفك وتشوهات القوى السياسية التي غيرت معالمه ..
"كيف تنعس أمة بأكملها؟ كيف غفلنا إلى ذلك الحدّ؟ إلى هذا الحدّ بحيث أصبح وطننا وطنهم؟"
"وغياب العدالة منفى، والتنميط منفى، وسوء الفهم منفى.."
"جيل قد يسمم حياة أهله دفاعا عن حريته الشخصية لكنه لا يدري ماذا يفعل بهذه الحرية، ولا لماذا يريدها بالتحديد"
في هذا الكتاب تستطيع ان تتلمس من وجهة نظر فردية .. تحولت بشكل ما الى وعي جمعي .. تحليلا سياسيا لتأثير الاحداث .. وأسباب وصول الحال الى ما وصل اليه .. من غياب المرافبة الذاتية .. ومطامع دول سيادية .. بين الامل الذي يحرق أمام عينيك .. وتخليك عن بعضه الآخر .. بين قدرة احتلال على تشويه نظرتك الى قدراتك الانسانية .. ودفعك الى التمسك بعناد اعمى عن ذاكرة لم تعاصر منها سوى الرواة .. محاولة لتتبع الخيوط التي حولت القضية الفلسطينية .. وحق الافراد .. الى خبر يتابعه البعض بغضب وعنف آني .. والبعض الاخر الذي يعتبره جزءا مكررا في نشرات الاخبار اليومية ..
"ماما أنا في القدس. أنا في باب العمود. أنا وبابا في القدس."
كانت ذروة المتعة في قراءة الكتاب .. أن ترى كيف غرست الرائعة "رضوى عاشور" في ابنها "تميم " انتماءا لوطن لم يراه .. ولأب لم يعاصره الا في مناسبات متفرقة في سنين بداياته الأولى .. كيف أن الأم هي الحقيقة المتجلية في رسم ابعاد رجال ترى ابعد من الشمس .. كيف ان الحب يلقن على طاولات العشاء الفردية .. وكيف أن الوطن يخرج من أبعاده الجغرافية ليتجلى في أفراد .. كيف ان تكون "مصريته" .. لا تقل عن "فلسطينتيه" .. ولا تسبب له تناقضا .. قصيدة تميم البرغوثي "قالولي بتحب مصر قلت مش عارف" .. تأكيد حي على هذه الحقيقة ..
"رسالتك الفلسطينية يا رضوى، وصلت"
أحلم بكتاب مريد البرغوثي النثري الجديد .. ولحظات حقيقية من التجلي ..
View all my reviews
"الطريق يزداد وعورة..
أكتافنا تتلامس مع كل اهتزاز .. "
رواية نثرية أخرى ، تأخذني بعيدا في عمق الوجع الفلسطيني واحلامه .. بين تاريخه وانطباعات انسانية .. وأحلام تحكمت في مسارها ادارتها السياسات والمصالح العالمية .. تسرق الرواية جزءا من خيالك لتقيم لنفسها كيانا ضمن جدران ذاكراتك التي تختزن كل شيء .. مقتطفات من أخبار سمعتها يوما .. او مشاهد عبرت أماك في نشرة الأخبار لم تلق لها بالا في انتظار المسلسل المكسيكي المترجم ..
يسرد السيد مريد رحلته مع ابنه تميم الى الأرض الفلسطينية .. للحصول على حقه في الهوية الفلسطينية .. ونعبر معه لا الحدود الجغرافية فقط .. ولا معابر الاحتلال ونقاط التفتيش .. ولا الصور المختلفة التي تنطبع في حقيقتك كوجود تستطيع ان تتلمسه بيديك.. بل كل الحدود التي بنيت داخله .. كل ما أثار داخله المشاعر الانسانية القوية والواهية .. استحضاره للذاكرة .. او محاولته لملئ تجاويفها التي تسقط من الذاكرة بعنف .. او بصمت .. او التي تتلاشى وفقط ..
هل أوجعك القلق يوما ؟ "
"الخيال لا يلغيه أي واقع. فالواقع الذي يباغتنا سرعان ما يستولد في البال خيالا آخر. وأكاد أسأل هل هناك ((حقيقة)) خارج ((الخيال)) الإنساني؟ وتحيرني الإجابة. "
"ألا يبدو قلقي سخيفا ومخجلا اذا ما قورن بعذابات شعبي المزمنة؟
.....
أريد أن اتعامل مع مشاعري القليلة الشأن التي لا يسمع عنها العالم أبدا، أريد أن اؤرخ لحقي في القلق العابر والحزن البسيط والشهوات الصغيرة والأحاسيس التي تومض في القلب لمحا ثم تختفي. أنا لا أقول إن قلقي مبرر ولا أعتذر عنه. إنه قلقي وكفى. أنا أتحث عنه كما هو. لا أريد شيئا من أحد. لا أستغيث ولا أريد عونا ولا تعاطفا بل أريد أن أتحسس داخلي لأعرفه وأصغي لصوت نفسي فأسمعه وأريد أن أورخ لما لن يؤرخه أحد نيابة عني. أريد أن أنقش أصغر مشاعري بإزميل على حجر بجوار الطريق... " "
صفحات الكتاب مرآة لانسانية الشاعر التي عرّيت انسانيته بشدة على مراحل مختلفة .. ولأسباب مختلفة .. فتستطيع ان ترسى المسميات كال " الغضب" .. وال " الحب" .. وال"الحنين" .. مرسومة واضحة لا شيء يسترها .. سوى .. احيانا .. جرائد قديمة وعناوين اخبار حركتها نسمات الذاكرة التي تأبى أن تهدأ ..
ينمو احتياج حقيقي للمنفي والغريب بفهم أدق مشاعره وأرهفها .. بمعاصرتها والاعتراف بوجوديتها كي لا تنسى .. ولا ينسى ..
"المسألة ليست في التعلق الرومانسي بالمكان، بل في الحرمان الأبدي منه"
أن تكون منزوعا من جذورك ، غير قادر على العودة الا لوطن رسمته داخلك .. تتلمس ما ترسمه انت لملئ الفجوات المختلفة التي تحدثا رصاصات الزمن .. انت في رحلة بين معالمه ومعالمك اللذان تشابها ثم تداخلا .. فلم تعد ترى الحدود .. انت وطنك الذي تحمله .. بنقصانكما وتكاملكما معا .. بخجلك امام ضعفك وتشوهات القوى السياسية التي غيرت معالمه ..
"كيف تنعس أمة بأكملها؟ كيف غفلنا إلى ذلك الحدّ؟ إلى هذا الحدّ بحيث أصبح وطننا وطنهم؟"
"وغياب العدالة منفى، والتنميط منفى، وسوء الفهم منفى.."
"جيل قد يسمم حياة أهله دفاعا عن حريته الشخصية لكنه لا يدري ماذا يفعل بهذه الحرية، ولا لماذا يريدها بالتحديد"
في هذا الكتاب تستطيع ان تتلمس من وجهة نظر فردية .. تحولت بشكل ما الى وعي جمعي .. تحليلا سياسيا لتأثير الاحداث .. وأسباب وصول الحال الى ما وصل اليه .. من غياب المرافبة الذاتية .. ومطامع دول سيادية .. بين الامل الذي يحرق أمام عينيك .. وتخليك عن بعضه الآخر .. بين قدرة احتلال على تشويه نظرتك الى قدراتك الانسانية .. ودفعك الى التمسك بعناد اعمى عن ذاكرة لم تعاصر منها سوى الرواة .. محاولة لتتبع الخيوط التي حولت القضية الفلسطينية .. وحق الافراد .. الى خبر يتابعه البعض بغضب وعنف آني .. والبعض الاخر الذي يعتبره جزءا مكررا في نشرات الاخبار اليومية ..
"ماما أنا في القدس. أنا في باب العمود. أنا وبابا في القدس."
كانت ذروة المتعة في قراءة الكتاب .. أن ترى كيف غرست الرائعة "رضوى عاشور" في ابنها "تميم " انتماءا لوطن لم يراه .. ولأب لم يعاصره الا في مناسبات متفرقة في سنين بداياته الأولى .. كيف أن الأم هي الحقيقة المتجلية في رسم ابعاد رجال ترى ابعد من الشمس .. كيف ان الحب يلقن على طاولات العشاء الفردية .. وكيف أن الوطن يخرج من أبعاده الجغرافية ليتجلى في أفراد .. كيف ان تكون "مصريته" .. لا تقل عن "فلسطينتيه" .. ولا تسبب له تناقضا .. قصيدة تميم البرغوثي "قالولي بتحب مصر قلت مش عارف" .. تأكيد حي على هذه الحقيقة ..
"رسالتك الفلسطينية يا رضوى، وصلت"
أحلم بكتاب مريد البرغوثي النثري الجديد .. ولحظات حقيقية من التجلي ..
View all my reviews
Thursday, November 3, 2016
Review: قناديل ملك الجليل
قناديل ملك الجليل by إبراهيم نصر الله
My rating: 5 of 5 stars
قناديل ملك الجليل ..
"القنديل الذي سترى في ضوئه العالم عليك أن تشعله بنفسك يا بشر!"
"هذه البلاد بلادك وبلادي يا سعد مثلما هي بلادهم . هذه بلاد كل من يجرؤ على الدفاع عنها ، أما الجبناء ، فلا بلاد لهم ، لأن جبنهم هو بلادهم الوحيدة التي باستطاعتهم ان يرحلوا اليها الآن ، دون اسف عليهم.."
اعتقد اننا ندين لانفسنا ان نقرأ التاريخ .. تاريخنا .. ان نعلم ما فيه حقيقة .. ان نتوقف عن ارتداء الماضي كحلية لا نعلم مما صنعت .. ولا كيف شكلت .. كيف تكون لازماننا الحالية نظير .. لا نعي مدى قربه مننا .. على الرغم من اختلاف سحنته ..
كنت قد سحرت بالطنطورية .. ورأيت رام الله عندما نصحني صديقي طارق كمال بقراءة "زمن الخيول البيضاء" .. وكعادتي .. رحت ابحث عن الكتاب الذي ( واعترف بجهلي هنا ) اكتشفت بعد حين انه الجزء الثاني من سلسلة "الملهاة الفلسطينية " .. وعلى الرغم من معرفتي ان الكتب منفصلة .. الا انني اعتقد اني اتخذت القرار الصحيح بقرائتهم بالترتيب ...
أولا .. فلسطين .. حقك علينا ..
اعتقد ان هذا الكتاب يبني صورة واضحة عما كنا عليه .. وعما تؤول اليه حالنا .. فما ان يناد مناد ببضع من القيم .. الى ان يظهر له اعداء ومحاربون ..
سيرة ظاهر العمر الزيداني الذي انشأ اول دولة عربية في سورية الجنوبية ( فلسطين ولبنان وجزءا من سورية) .. يجب ان تقرأ .. يجب ان نفهم ما يصنع الرجال .. وما يصنع القادة .. وما يصنع الرموز .. كيف لنا ان نتحرر من السطحية التي تغمر نفوسنا هذه الايام .. كيف تخرج من حلم تبنيه لنفسك .. لتحلم عن وطن .. كيف تبني وطنا ..
استمتعت بالرواية .. وبالعمق الفلسفي للكاتب برسم الشخصيات التي أحاطت بالشيخ .. وغنى التفاصيل التي رسم بها الحياة كما كانت .. ليس كماض مليء بالأمجاد .. بل بفكر رجل تحرر من عبوديته لنفسه ..امتلك رؤية عميقة .. وسعى الى تحقيقها .. رسم الكاتب خطوطا وطرقا تتبع للحرية .. البطولة .. العدل .. ومفهوم الوطنية .. اعتقد أن الكتاب تربوي يجب ان يلقن لشبابنا في سن صغيرة .. لتترسخ داخل نفوسهم حقيقة الحياة .. التداخل بين الطيبة والحقد .. الاخلاص والخيانة .. الحلم والعمل .. وكيف ان من يرسم لنفسه هدفا .. يبحث عن طرق لتحقيقه .. يصل .. ويصبح رمزا ..
اعجابي بهذا الكتاب ازداد عندما ظهرت كل مشاكل ذاك العصر الحقيقية .. تشابه ما نواجهه .. توضيحه ان تاريخنا ايضا ينضح بكل ما نواجهه الان .. وانه في نفس الوقت .. امتلىء بمن رغب بتقويمه .. ازالة غمامة "الماض السعيد الراق" .. والقاء الضوء على الحقيقة والمعاناة .. الفساد والضياع .. واساليب محاربتها .. محاولة اقتلاعها من الجذور .. دروس يجب ان ننظر اليها كحالات تستحق التحليل والفهم والتعمق في القراءة.. فهي .. على الرغم من قدمها .. واجهت مشاكل نعاني منها الان .. ونلقي احمالها على اناس كثيرة .. متناسين انفسنا ..
"الفرق بين الدجاج والبشر يا عثمان : أن البشر يعون ما هم فيه ، ولا يكتفون بما تكتفي الديوك"
التحليل العميق للعلاقات السياسية التي حكمت المنطقة .. والتحليل النفسي لتغير الولاء ضمن افراد العائلة الواحدة متأرجحة بين عيون النفس الانسانية بين الغيرة .. والحقد والطمع والجشع .. ما يملأ القلوب المحبة كرها .. والضغوط التي يتعرض لها البشر فتغير من طبيعتهم .. تختم على قلوبهم .. تعمي بيصيرتهم .. تاريخنا مليء بالدماء .. وللدماء حق علينا الا تكون بذلت من دون ان تضيف الى وعينا .. الى ما نفعل .. احتراما يدفعنا الى البحث عن الحقيقة المستترة .. وازالة سترة الكمال التي نلقيها
كل زمن له خياناته .. وله مناصروه ..
وعلّنا ان حاولنا فهم التحديات التي واجهها ظاهر العمر الزيداني .. ونجاحه في زمن الخيول والسيوف في ان يحقق ما لا نستطيع تحقيقه الى الان .. نجد شعاعا من النور نزيل عتمة ما نعانيه في ظلمة جلهنا .. قد يحمل التاريخ حلولا .. لا يصدقها المستقبليون ..
View all my reviews
My rating: 5 of 5 stars
قناديل ملك الجليل ..
"القنديل الذي سترى في ضوئه العالم عليك أن تشعله بنفسك يا بشر!"
"هذه البلاد بلادك وبلادي يا سعد مثلما هي بلادهم . هذه بلاد كل من يجرؤ على الدفاع عنها ، أما الجبناء ، فلا بلاد لهم ، لأن جبنهم هو بلادهم الوحيدة التي باستطاعتهم ان يرحلوا اليها الآن ، دون اسف عليهم.."
اعتقد اننا ندين لانفسنا ان نقرأ التاريخ .. تاريخنا .. ان نعلم ما فيه حقيقة .. ان نتوقف عن ارتداء الماضي كحلية لا نعلم مما صنعت .. ولا كيف شكلت .. كيف تكون لازماننا الحالية نظير .. لا نعي مدى قربه مننا .. على الرغم من اختلاف سحنته ..
كنت قد سحرت بالطنطورية .. ورأيت رام الله عندما نصحني صديقي طارق كمال بقراءة "زمن الخيول البيضاء" .. وكعادتي .. رحت ابحث عن الكتاب الذي ( واعترف بجهلي هنا ) اكتشفت بعد حين انه الجزء الثاني من سلسلة "الملهاة الفلسطينية " .. وعلى الرغم من معرفتي ان الكتب منفصلة .. الا انني اعتقد اني اتخذت القرار الصحيح بقرائتهم بالترتيب ...
أولا .. فلسطين .. حقك علينا ..
اعتقد ان هذا الكتاب يبني صورة واضحة عما كنا عليه .. وعما تؤول اليه حالنا .. فما ان يناد مناد ببضع من القيم .. الى ان يظهر له اعداء ومحاربون ..
سيرة ظاهر العمر الزيداني الذي انشأ اول دولة عربية في سورية الجنوبية ( فلسطين ولبنان وجزءا من سورية) .. يجب ان تقرأ .. يجب ان نفهم ما يصنع الرجال .. وما يصنع القادة .. وما يصنع الرموز .. كيف لنا ان نتحرر من السطحية التي تغمر نفوسنا هذه الايام .. كيف تخرج من حلم تبنيه لنفسك .. لتحلم عن وطن .. كيف تبني وطنا ..
استمتعت بالرواية .. وبالعمق الفلسفي للكاتب برسم الشخصيات التي أحاطت بالشيخ .. وغنى التفاصيل التي رسم بها الحياة كما كانت .. ليس كماض مليء بالأمجاد .. بل بفكر رجل تحرر من عبوديته لنفسه ..امتلك رؤية عميقة .. وسعى الى تحقيقها .. رسم الكاتب خطوطا وطرقا تتبع للحرية .. البطولة .. العدل .. ومفهوم الوطنية .. اعتقد أن الكتاب تربوي يجب ان يلقن لشبابنا في سن صغيرة .. لتترسخ داخل نفوسهم حقيقة الحياة .. التداخل بين الطيبة والحقد .. الاخلاص والخيانة .. الحلم والعمل .. وكيف ان من يرسم لنفسه هدفا .. يبحث عن طرق لتحقيقه .. يصل .. ويصبح رمزا ..
اعجابي بهذا الكتاب ازداد عندما ظهرت كل مشاكل ذاك العصر الحقيقية .. تشابه ما نواجهه .. توضيحه ان تاريخنا ايضا ينضح بكل ما نواجهه الان .. وانه في نفس الوقت .. امتلىء بمن رغب بتقويمه .. ازالة غمامة "الماض السعيد الراق" .. والقاء الضوء على الحقيقة والمعاناة .. الفساد والضياع .. واساليب محاربتها .. محاولة اقتلاعها من الجذور .. دروس يجب ان ننظر اليها كحالات تستحق التحليل والفهم والتعمق في القراءة.. فهي .. على الرغم من قدمها .. واجهت مشاكل نعاني منها الان .. ونلقي احمالها على اناس كثيرة .. متناسين انفسنا ..
"الفرق بين الدجاج والبشر يا عثمان : أن البشر يعون ما هم فيه ، ولا يكتفون بما تكتفي الديوك"
التحليل العميق للعلاقات السياسية التي حكمت المنطقة .. والتحليل النفسي لتغير الولاء ضمن افراد العائلة الواحدة متأرجحة بين عيون النفس الانسانية بين الغيرة .. والحقد والطمع والجشع .. ما يملأ القلوب المحبة كرها .. والضغوط التي يتعرض لها البشر فتغير من طبيعتهم .. تختم على قلوبهم .. تعمي بيصيرتهم .. تاريخنا مليء بالدماء .. وللدماء حق علينا الا تكون بذلت من دون ان تضيف الى وعينا .. الى ما نفعل .. احتراما يدفعنا الى البحث عن الحقيقة المستترة .. وازالة سترة الكمال التي نلقيها
كل زمن له خياناته .. وله مناصروه ..
وعلّنا ان حاولنا فهم التحديات التي واجهها ظاهر العمر الزيداني .. ونجاحه في زمن الخيول والسيوف في ان يحقق ما لا نستطيع تحقيقه الى الان .. نجد شعاعا من النور نزيل عتمة ما نعانيه في ظلمة جلهنا .. قد يحمل التاريخ حلولا .. لا يصدقها المستقبليون ..
View all my reviews
Tuesday, October 11, 2016
Review: أسفار الفراعين
أسفار الفراعين by عزالدين شكري فشير
My rating: 3 of 5 stars
" .. لأن الكمون واللعن اسهل من الحركة والمواجهة "
اعتقد ان هذه الرواية تمس الواقع المصري بشكل مثير للدهشة .. على الرغم من انها كتبت من اكثر من 15 سنة .. ولكنها الاقرب لما رأيت ..
تعتمد الرواية على الرمزية المطلقة في وصف الوضع .. بين احتضار يتسرب الى نفوس الناس .. انقطاع الامل ( شبهه بالموت) .. الفساد ( المتمثل بالعفن والطاعون والامراض الاخرى) .. التغافل .. عدم وجود وضوح لاشياء كثيرة ..
"وماذا يهم الوقت ؟ هل يحسب الوقت هنا بنفس المقاييس التي يحسب بها في بقية أنحاء العالم؟"
يحلل الكاتب الوضع بشكل مثير للدهشة .. على لسان ابطال مختلفين .. منهم وضعوا تحت المجهر .. ومنهم فقد الامل وبقي يعيش صامتا يرقب .. ومنهم من يحاول شرقا وغربا .. ويحارب كل طواحين الهواء ..
"وفي أثناء جمع الجثث نكتشف بعض جيوب الحياة التي ما زالت تقاوم"
لا تزال متعتي الكبرى في ربطها مع "مقتل فخر الدين" .. حتى لو من بعيد .. اعتقد ان رمزية الرواية جعلتها الاقرب الى قلبي بعد الرواية الاولى ..
اعتقد ان هذه الرواية تشكل مرجعا هاما ( كغيرها من كتب عز الدين شكري فشير) لتحليل الحالة النفسية لطبقات مختلفة من المجتمع المصري .. وتشكل عتبة مهمة في تحليل الوضع المعقد المتشابك .. الذي تحتاج الى سبر أغواره ان تكون مصريا اولا .. محبا لوطنك ثانيا .. وقارئا محايدا للطبيعة البشرية والضغوطات المختلفة التي يتعرض لها الفرد ..
"نحن يا حبيبتي جزء من هذا العفن وهو قد تغلغل داخلنا. هل تعتقدين أن هذه الاقنعة تحول بيننا وبين التلوث؟ نحن جميعا ملوقون حتى النخاع. نتكلم تلوثا ونتنفس تلوثا ونموت من التلوث. نحن ككل الآخرين فراعين."
ثم .. ليس لديك ملجأ آخر ..
" - انت ياله عاوز تخرج؟ "
"أخرج اروح فين يا بيه؟"
أعجبتني .. وجدا ..
View all my reviews
My rating: 3 of 5 stars
" .. لأن الكمون واللعن اسهل من الحركة والمواجهة "
اعتقد ان هذه الرواية تمس الواقع المصري بشكل مثير للدهشة .. على الرغم من انها كتبت من اكثر من 15 سنة .. ولكنها الاقرب لما رأيت ..
تعتمد الرواية على الرمزية المطلقة في وصف الوضع .. بين احتضار يتسرب الى نفوس الناس .. انقطاع الامل ( شبهه بالموت) .. الفساد ( المتمثل بالعفن والطاعون والامراض الاخرى) .. التغافل .. عدم وجود وضوح لاشياء كثيرة ..
"وماذا يهم الوقت ؟ هل يحسب الوقت هنا بنفس المقاييس التي يحسب بها في بقية أنحاء العالم؟"
يحلل الكاتب الوضع بشكل مثير للدهشة .. على لسان ابطال مختلفين .. منهم وضعوا تحت المجهر .. ومنهم فقد الامل وبقي يعيش صامتا يرقب .. ومنهم من يحاول شرقا وغربا .. ويحارب كل طواحين الهواء ..
"وفي أثناء جمع الجثث نكتشف بعض جيوب الحياة التي ما زالت تقاوم"
لا تزال متعتي الكبرى في ربطها مع "مقتل فخر الدين" .. حتى لو من بعيد .. اعتقد ان رمزية الرواية جعلتها الاقرب الى قلبي بعد الرواية الاولى ..
اعتقد ان هذه الرواية تشكل مرجعا هاما ( كغيرها من كتب عز الدين شكري فشير) لتحليل الحالة النفسية لطبقات مختلفة من المجتمع المصري .. وتشكل عتبة مهمة في تحليل الوضع المعقد المتشابك .. الذي تحتاج الى سبر أغواره ان تكون مصريا اولا .. محبا لوطنك ثانيا .. وقارئا محايدا للطبيعة البشرية والضغوطات المختلفة التي يتعرض لها الفرد ..
"نحن يا حبيبتي جزء من هذا العفن وهو قد تغلغل داخلنا. هل تعتقدين أن هذه الاقنعة تحول بيننا وبين التلوث؟ نحن جميعا ملوقون حتى النخاع. نتكلم تلوثا ونتنفس تلوثا ونموت من التلوث. نحن ككل الآخرين فراعين."
ثم .. ليس لديك ملجأ آخر ..
" - انت ياله عاوز تخرج؟ "
"أخرج اروح فين يا بيه؟"
أعجبتني .. وجدا ..
View all my reviews
Monday, October 10, 2016
Review: غرفة العناية المركزة
غرفة العناية المركزة by عزالدين شكري فشير
My rating: 3 of 5 stars
"أين هذا من الحلم الأول؟ متى فقدت الأمل في الحلم وقبلت الواقع؟ ما هي اللحظة الفاصلة بين أنا القديم، ذلك الحالم الساعي لتغيير العالم، وبين أنا الذي صرت ؟ "
نحن كلنا نولد بأحلام نريد نحقيقها .. رغبات وآمال نعلقها على غد نتظره أن يأتي ..
ما تفعله بنا خيبات الامل وانكسارات الحياة .. خضوعنا .. مقاومتنا الضعيفة .. تخلي من تمسكنا به .. كله يودي الى نهاية لا تشبهنا ..
"كل ذلك أصبح غير ذي معنى، لم يعد يهمني . فقدت القدرة على الانفعال، على الحزن وعلى الفرح سواء . انفجر قلبي داخلي، ثم سكن الغبار وانتهى الأمر" .
في غرفة العناية المركزة .. يوجه الكاتب الدفة .. يعود به الى الماشي ليسرد لنا حياة الأشرار في الرواية (من الواقع المصري المعقد ) .. وكيف أصبحوا أشرارا .. كل واحد منهم شرير في قصة اخر ..
لكل كل شرير قصة .. عندما تبحث في تفاصيلها .. تتعاطف معه .. مع أسبابه .. وتقنع نفسك بأن لن تكون كذلك .. وكذلك فعل الشرير .. شيء يسرق قدرته على تحقيق الحلم .. شيء يؤذي طيبته .. شيء يخدش ثنايا روحه .. يخاف .. يتألم .. يرفض الاحساس بالاختراق وعدم الامان .. يرفض الاستسلام والضعف لانسانيته .. يحتاج الى أن يرمم البقايا .. فيرتدي درعا بينه وبين ما تمسك به مما سلم بأنها "مبادئ" .. فخانته وطعنته في ظهره ..
اربع شخصيات مختلفة .. حقيقية توجد في كل زمان ومكان .. شخصيات مكررة نمطية .. قد نجدها كلها يوم .. نعلق عليها خراب الامة والديار .. حسب "المنحى " الذي نتخذه .. ونعتبرها أشرارا .. نضعها على محرقة المثاليات التي "لن" نقبلها يوما ( ونحن مخادعون ومبررون لانفسنا كالعادة عندما يحصل .. وسيحصل" ) ومنافقون الى النخاع .. ما الذي أوصلهم الى ما فيه .. الصدفة .. الاختيارات .. الانكسارات .. التنميط ... القواعد الغير مدروسة .. النفاق الاجتماعي .. الاحتياج الى السلطة .. مظاهر الانسانية التي نرفضها .. وهي ما اكثر ما يميز انسانيتنا من الرغبة والاحتياج والضعف والخوف .. واكثر ما نغطيه ونخجل من وجوده .. ونرفض التعامل مع حقيقة وجودها اليوميه .. ونتمسك بالجزء الملائكي الذي لا يحتاج الى رعاية .. ونظهره ونسلط عليه الضوء .. هذا الخلل في التعامل مع انفسنا .. خوفنا من فهم انكساراتنا .. يفقدنا فهمنا للاخرين .. ويفقدنا ايماننا بقدرتنا على التغير .. والتغيير .. وبالتالي ما نسعى اليه يزول .. ولا يشبعنا ..
مع كل سقوط .. تصمت الروح وتجف .. مع كل مرة نخون صوتنا القادم من اعماقنا .. يخفت الى ان يتوقف .. ومع كل مرة .. ننسى مسؤوليتنا من الحدث .. نجد انفسنا نغرق أكثر وأكثر .. الى ان تتغير الحقيقة بأيد اصبحت كأنها لم تكن لنا ..
لا زلت احب "مقتل فخر الدين" أكثر .. ربما لاني احاول ان ابقي على أحلامي علها تنجو من "غرفة العناية المركزة" ..
View all my reviews
My rating: 3 of 5 stars
"أين هذا من الحلم الأول؟ متى فقدت الأمل في الحلم وقبلت الواقع؟ ما هي اللحظة الفاصلة بين أنا القديم، ذلك الحالم الساعي لتغيير العالم، وبين أنا الذي صرت ؟ "
نحن كلنا نولد بأحلام نريد نحقيقها .. رغبات وآمال نعلقها على غد نتظره أن يأتي ..
ما تفعله بنا خيبات الامل وانكسارات الحياة .. خضوعنا .. مقاومتنا الضعيفة .. تخلي من تمسكنا به .. كله يودي الى نهاية لا تشبهنا ..
"كل ذلك أصبح غير ذي معنى، لم يعد يهمني . فقدت القدرة على الانفعال، على الحزن وعلى الفرح سواء . انفجر قلبي داخلي، ثم سكن الغبار وانتهى الأمر" .
في غرفة العناية المركزة .. يوجه الكاتب الدفة .. يعود به الى الماشي ليسرد لنا حياة الأشرار في الرواية (من الواقع المصري المعقد ) .. وكيف أصبحوا أشرارا .. كل واحد منهم شرير في قصة اخر ..
لكل كل شرير قصة .. عندما تبحث في تفاصيلها .. تتعاطف معه .. مع أسبابه .. وتقنع نفسك بأن لن تكون كذلك .. وكذلك فعل الشرير .. شيء يسرق قدرته على تحقيق الحلم .. شيء يؤذي طيبته .. شيء يخدش ثنايا روحه .. يخاف .. يتألم .. يرفض الاحساس بالاختراق وعدم الامان .. يرفض الاستسلام والضعف لانسانيته .. يحتاج الى أن يرمم البقايا .. فيرتدي درعا بينه وبين ما تمسك به مما سلم بأنها "مبادئ" .. فخانته وطعنته في ظهره ..
اربع شخصيات مختلفة .. حقيقية توجد في كل زمان ومكان .. شخصيات مكررة نمطية .. قد نجدها كلها يوم .. نعلق عليها خراب الامة والديار .. حسب "المنحى " الذي نتخذه .. ونعتبرها أشرارا .. نضعها على محرقة المثاليات التي "لن" نقبلها يوما ( ونحن مخادعون ومبررون لانفسنا كالعادة عندما يحصل .. وسيحصل" ) ومنافقون الى النخاع .. ما الذي أوصلهم الى ما فيه .. الصدفة .. الاختيارات .. الانكسارات .. التنميط ... القواعد الغير مدروسة .. النفاق الاجتماعي .. الاحتياج الى السلطة .. مظاهر الانسانية التي نرفضها .. وهي ما اكثر ما يميز انسانيتنا من الرغبة والاحتياج والضعف والخوف .. واكثر ما نغطيه ونخجل من وجوده .. ونرفض التعامل مع حقيقة وجودها اليوميه .. ونتمسك بالجزء الملائكي الذي لا يحتاج الى رعاية .. ونظهره ونسلط عليه الضوء .. هذا الخلل في التعامل مع انفسنا .. خوفنا من فهم انكساراتنا .. يفقدنا فهمنا للاخرين .. ويفقدنا ايماننا بقدرتنا على التغير .. والتغيير .. وبالتالي ما نسعى اليه يزول .. ولا يشبعنا ..
مع كل سقوط .. تصمت الروح وتجف .. مع كل مرة نخون صوتنا القادم من اعماقنا .. يخفت الى ان يتوقف .. ومع كل مرة .. ننسى مسؤوليتنا من الحدث .. نجد انفسنا نغرق أكثر وأكثر .. الى ان تتغير الحقيقة بأيد اصبحت كأنها لم تكن لنا ..
لا زلت احب "مقتل فخر الدين" أكثر .. ربما لاني احاول ان ابقي على أحلامي علها تنجو من "غرفة العناية المركزة" ..
View all my reviews
Subscribe to:
Posts (Atom)